5 قصص قصيرة جداً ..

5 قصص قصيرة جداً ..


( 1)

الطريق إلى المقبرة .!

على يساري رأيت لافتة ربيعية اللون ، كتب عليها (الطريق إلى المقبرة) ..!!
بعد خمسين متراً كانت هناك فتحة للرجوع (U)، دخلتها بسيارتي ، ثم اتجهت إلى المقبرة ..!
أوقفت السيارة ، مشيت إلى داخلها ، فتبعني حارس الموتى صامتاً وأنا أنظر القبور الطويلة المتشابهة ..!
كنت أبحث عن قبر أقصر قليلاً ، فرأيته على بعد أمتار ، اقتربت ، فرأيت آخر أقصر منه ، ربما لطفل في الثالثة ..
جلست ،
قرأت الفاتحة ..
نهضت ،
قلت مودعاً :
يا ليتني كنت مكانك ..
...

(2)

موجـة ..

نظر إلى البحر ،
رآه يركب موجة عالية ..
قال لنفسه :
ما خبرته يمشي صحيحاً على الأرض ،
فكيف صعد الموجة ..؟!
..

(3)

عودة الجنون ..

حين انتابه الجنونُ ثانية ً ،
رأى في النار ألوان قزح ،
ورأى الدم مشروباً غازيـّاً ،
فأضرم النار في ثوبه ..!

(4)

حلاق بغداد

شعر لحيته وشاربيه صار طويلاً وملفتاً ..
جلس على كرسي قديم ، في محل للحلاقة يطل من بعيد على شارع المنصور .
سأله الحلاق على غير عادته : أتريد حلاقة موديل ( ما قبل أو ما بعد الاحتلال .؟) .
قال : أكيد ، ما بعد الاحتلال ..!
أعد الحلاق الشفرة والصابون والمنشفة ، وأنجز مهمته بسرعة ملفتة ..
عاد صاحبنا إلى منزله ، كانت الدهشة على وجوه أفراد أسرته ..
قال مستدركاً :
أتصدقون ، ما عرفتكم ..!!
في اليوم التالي ، أخبروه أن الحلاق كان يخفي جثة سيدة مجهولة الهوية ، ورأس رجل بدون جثة ..!
..

(5)

أطول قصة قصيرة جداً ..!!

قال بصوت ٍ متهدج :
هـًرمـْنا .. هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية ..
فلم نقو على الكلام ..
..

..الخميس 24 / 2 / 2011

الأستاذ حسن سلامة

خمس مقطوعات قصصية رائعة أولها وصف لحالة من اليأس وآخرها خيبة الأمـل.. وبينهما عرض لتناقضات الواقع المؤلم نعيشها فيما بيننا.
يبدوا أنّ حلاق بغداد قلبَ دماغ صاحبنا حتى لم يعرف من حوله..ثم كانت المفاجأة.
وافر تقديري .

نصوص تفيض جمالا وروعة
تقبل مروري وتحياتي

ومضات فلاشية بديعة لكل مدلولاتها وقراءتها باختزالية مكينة
بوركت أديبنا الفاضل واليراع
تحاياي

الأخ الفاضل الأديب القاص حسن سلامة
اسمح لي أن اسجّل إعجابي بهذ المقدرة على رسم الحالة , واختزال الفكر والفلسفة , مع رصانة المفردة والنسج , ومضات قصية مدهشة فعلا , لقد أذهلتني بقصة " حلاق بغداد " .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

...
عبد السلام دغمش
لك تحيتي واحترامي ..

وماذا لدينا يا صاحبي غير الألم واليباب ،
وكأن أمورنا مبرمجة بعناية حتى لا نقدر على استنساخ ابتسامة عابرة ..
لكن ،
نحن محكومون بالأمل رغمهم ..!!
محكومون بالبياض حتى اللحظة الأخيرة ، الرمق الأخير ..
فهل يستطيعون سلبه منا عند باب المقبرة .؟!!
سنركض - حينها - خلفهم بالزلط .. أين سيذهبون ..!!!

تعددت التيمات فزادت المتعة
السفر هنا رائع..
شكرا جزيلا القدير حسن.

..
أحمد الرحاحلة
آمال المصري

لكما صادق التقدير والاحترام

شكراً لمروركما
..

...
أستاذنا د. السمان

أعتز بكلماتك ،
عينك المبصرة والبصيرة ، فرضت وجودها ،
لذلك ، لا اقول إلا شكراً
فحروفك عطر للنص ، فوّاح يبقى ..

لك تقديري

...
الأديبة آمال
لك احترامي ..

تعلمين أيتها الموقرة أن لكل مخلوق حكايته ..
الناس والشجر والحجر ،
النهر والبحر والسماء .
النملة والهدهد ...
.. ولكل لغته
وحين نتبصر قليلاً ، نأخذ العبرة ، وقد نبتسم
حين ندرك أن ما فاتنا هو الكثير ،
ولم يتبق لنا سوى بضع حروف ، وبعض قول ..!!
..
شكراً لمرورك