| 
 | 
تجمّلْ فبعدَ العسْرِ يُرتقبُ اليسْرُ  | 
 و مِنْ لجَّةِ الأرْزاءِ يُلْتقطُ الصبْرُ | 
و إنّ قتامَ اللّيلِ ليسَ بسرْمدٍ  | 
 و إنْ طال لمْ يلْبَثْ يُطاعِنهُ الفجرُ | 
تقلبت في الأيّام حتّى بلوْتُها  | 
 و منْ مُقْلة الإدْراك عنّ ليَ الفكرُ | 
فما وصْلُها وصْلٌ و لا هجرُها قِلىً  | 
 و لا عذبها عذبُ و لا مرّها مرُّ | 
و منْ لكَ بالخلِّ الذِي إنْ صحبتهُ  | 
 يُصافيكَ إلاَّ أنْ يُصاحبك الخِضْرُ | 
و ذِي سكرةٍ غالَ الهوى صفوَ عقلِه  | 
 تُساقيه أقداحُ الغوايةِ لا الخمرُ | 
يروم دِراك المجْدِ منْ غيرِ سُبْله  | 
 و كمْ طالبٍ نُجْحًا و غايتُه الخُسرُ | 
و إنّ زمانًا سوّد الجهلَ مفلسٌ  | 
 و إنْ زرَّ في أثْوابه اليَشْمُ و الدُرُّ | 
و منْ عجبٍ أن يُحْسن القولَ ألكنٌ  | 
 و يسمَعه مَنْ كان في أُذْنه وُقرُ | 
جَفاني أهيلٌ لست أرْضى خِصالَه  | 
 و ليس يضيرُ التبرَ أن يُهْملَ التّبرُ | 
إذا ما فتَى الفِتْيانِ شُدّت ركابُه  | 
 إلى العزّة القعساءِ زاحمهُ الدهرُ | 
و سائلةِ ما القصدُ و هي عليمةٌ  | 
 بحالي و بعضُ الحالِ يُنبيك مالخُبرُ | 
صمدتُ إلى العلْياء أُزجي مُزونها  | 
 و حظُّ الورى ممّا أعالجه القَطرُ | 
إذا ما سُراة اللّيلِ تُهدى هُداتها  | 
 بأنْجمها فاليومَ قد كمُل البدرُ |