1-السيفُ يصدقُ, لكن ليسَ للعربِ و الصدقُ يبطُل إذ ما حُفَّ بالكذبِ
2-فالكُهنُ أضحى بقولِ الحق منتصراً و الحقُ شعشعَ في الأجرامِ و الشُهُبِ
3-دارتْ علينا ضروسُ الدهرِ طاحنةً حتى عُركْنا بشقِّ الحَينِ و الشَجََبِ
4-من بعدِ أن عزّ ماضينا بمبلغه و كان مجداً بناهُ العُرْبُ بالقضُبِ
5-قد ذلّ حاضرنا و انقضّ منزلُنا إذا لُهينا بسفي المالِ و النَشَبِ
6-و انفلّ صارمُنا و اصفرّ مبردهُ من السُّباتِ و من شحٍّ من الغضَبِ
7-و انهارَ منقبنا سَقفاً على عمدٍ من فرط صعقتهِ و الحزن و الكُرَبِ
8-قد كان مُكدمَ أعراقٍ بعنصرِهِ حتى اقشعرّ من الإعياءِ و التعَبِ
9-سلْ يا حبيبُ لقد كانت ضياغمُنا تفري الأكاسرَ يومَ الهرش و الَلجَبِ
10-سلْ عن محمّد سيفِ الله سيّدنا هذا عظيمُ الجرشّى أنجَبُ النُجَبِ
11-سلْ حين أرخى على الفُجّارِصيقلَهُ و راحَ يجلو مقانباً بذي الشُطَبِ
12-يمشي على القصَرِ الحمراءِ مقصلُهُ حتى تفيضَ نحور الفسقِ للركبِ
13-واسألْ قروناً عن الفارق عن عمرٍ إذ كان يسرجُ نيراناً من العجَبِ
14- إذ كان يقدحُ في الهيجاءِ يشعلها حتى تميّزَ من غيظٍ من اللهبِ
15-وانظر إلى هنده قد حدّ مأثره فوق الوريدِ بقانٍ من دمِ العصَبِ
16-وارجع إلينا فحبّ الدّون همّتُنا نُفني الحياةَ بتنميقِ على كذبِ
17-أمعِن بربّكَ تلقَ الذلّ يجمعنا يقضي أوامره في السادة العرَبِ
18-و اقذفْ بطرفكَ فوق القدسِ تنظرُها تبكي و تسفحُ أمطاراً من العتَبِ
19-نادت صلاحاً و جُندُ الرومِ يغصبها "يا ابن الكرامِ" فلم يسمعْ ولم يُجِبِ
20-أيا حبيبُ فأين السيف يصدقُنا إنْ كان يصدقُ فليطمسْ رؤى الكتُبِ
21-ناجيتُ مَن خلقَ الإنسانَ من نُطَفٍ أشكو الصَغارَ و ريحُ الذلّ تعصفُ بي
22-رباه أرخى بهيمُ العهرِ سترتَهُ على الحِجى وأصاب الفِكْرَ بالعَطَبِ
23- ربّاهُ زعزعَ في الإسلامِ زوبعةٌ حتّى تشدّخَ, لم يحملْ من الطَرَبِ
24-أنّى تعودُ كلاب الرجسِ تحكُمُنا من بعدِ أنْ بادَ وشم الكفرِ و الصُلُبِ
25- أنّى وكنّا عظامَ الأرض سادتها منّا الملوك و فينا أرفعُ الرُتَبِ
26-و اليومَ ألقى حجوزَ الذعرِ موئلَنا متى تَمُرْ جَمَراتُ الكفرِ نرتَهِبِ
27- اليوم ألقى بيوتَ العهر مرتعنا فيها المجونُ, وكأسٌ دارَ بالعنَبِ
28- فيها الغواني و بالأجسادِ تفتنُنا إنْ يدنُ منها جليدُ الأرضِ يُلتَهبِ
29- فيها سفاهٌ قضاءُ الله رجمهمُ يقضون مجلسهم باللهو و اللعبِ
30- و القدسُ تصرخُ جندَ الله أينكمُ إنّي قُتلتُ بلا ذنبٍ ولا سببِ
31- عاثوا الفسادَ كلابُ الرومِ في كنَفي والعُرْبُ تنظرُهمْ في طرفها التّرِبِ
32- يا ويلتي أمَمٌ قد باتَ ينقُصُهمْ مجدٌ كمثل اللقيطِ ناقصِ النسبِ
33- يا ويلتي أممٌ إذ ضلّ سيفهمُ ما انفكَّ يكذِبُ بالإعلامِ و الخُطبِ






