خربشاتٌُ على جدارِ الحلمِ . . والعدم



سأعتزم رحيلكَ من نفسى
يا ذا الشبحِ المخبوءِ ببضعةِ كلماتٍ . .
وخبالٍ أبتر


* * *

الفكرةُ خرجت ذاتَ مساءٍ
تلتمسُ وجودًا . .
تقتسمُ لها روحًا منِّى
تتسولُ بضعَ عطاءاتٍ
تستحلفُ قلبى أن يرضى
وتساومُ عقلى قد يقنع
وتعودُ تنامُ بكفىَّ . .
كبراءةِ رشفتكَ الأولى
من حلمٍ يتلون دومًا بالأزرق
هل أقبل؟
فأتيتُ بجعبةِ أسحارٍ
لم أعلمُ يومًا ما فيها
وفتحتُ لفافةَ أيَّامى
بضعةُ أحرفْ
منسيَّة
ونشيدُ الوجدِ المتهالك
وقصيدةُ حبٍّ صدِأت أحرفها
وصداها يتلون دوما بالأسود
وظلالٌ صفراء
للحلم وللذكرى
وكلامٌ لا أفهم
وزمانٌ يرتادُ الجُرحَ ليعصرهُ
بإصبعِ جلّادٍ أهوج
وظلامٌ لا يعرفُ كيفَ يكونُ الصبحُ
وهل نعرف؟
الفكرةُ فى كفى تحصى أنفاسى
بين متاهتها الأولى
ونهايةِ مقطعها الآخر
ونهايةُ حدسى
لن تُُحصى طويلًا
أنا كنتُ أردد دومًا . .
كيفَ سأخرجُ من نفسى؟
وصنعتُ مثيلًا للذكرى
الميمُ هنا رأسٌ
أملٌ . . مجدٌ. .
موّالٌ يتردد دوما فى نفسى
هل أحدٌ يسمع ؟
ومرادٌ قد أبرى عمرى عدوًا
بين سبيلٍ أعرفهُ ولا أرجو
وسرابٍ يحملُ جُلَّ تراتيلى الليلية
وسماءًا أرسمُ فيها نجماتى
وحروفى تعدو فى باحةِ أحلامى
هل أضعُ الوجدَ هنا قلبٌ؟
أم ذاكَ الحبِّ المتآكل؟
لكنَّ الحبّ بزمنى دومًا ما يصدأ
القسوةُ أجدى
يداهُ بحيراتٌ ثكلى
عيناهُ مرافئَ منسيّة
وشواطئُ حزنٍ لا يبلى
ولسانه . .
تلك الكلمات ال " لا أفهمها "
الوجهُ مراسمُ توديعٍ
الجوفُ ثلاثةُ كلماتٍ تتكرر
بغضٌ . . ودثارٌ
وظلالٌ عبثيَّة
قدماهُ نهايةُ معنىً مترحِّلُ أبدًا
شجرةُ كافورٍ . .
تتأرجحُ فى الرِّيحِ بلا هدفٍ . . أو وجهة
ووقفتُ لأنظرَ عن كثبٍ . .
ماذا أخرجت
هل هذا ماكنتُ أريد ؟
لا أعلم
هل كنتُ أريدُ وأن أُصبحَ هذا ؟
لا أعلم
الفكرةُ ماتت فى كفى
وأنا لا زلتُ أردد . .
لا أعلم
لا أعلم



صابرين مهران
مسودةٌ لهذيانى
من بداياتِ خطوِ قلمى ! !