|
في ليلِ سبتمبر أُفَضْفِضُ جُعْبَتي |
أروي لدجلَةَ ماجَرَى بحياتي |
ووقفتُ اشكي للضفافِ مرارتي |
أشكي خريفَ العمرِ يا مولاتي |
أشكي تساقُطَنا كأوراقِ الشجرْ |
في غابةٍ أمستْ منَ الأمواتِ |
وبقيتُ أنتظرُ الشتاءَ لترتوي |
من ماءهِ بعضاً من الشهواتِ |
حتى أجابتني الضفافُ كئيبةً |
لاتنتظر فشتائُنا لن ياتي |
قد جفَّ ماءُ النهرِ منذُ رحيلِهِ |
حتى سقيتُهُ آخرَ الدمعاتِ |
وبقيت أنتظرُ الشتاءَ وماءَهُ |
دهراً و ما زارَ الشتاءُ حصاتي |
فخريفُنا قدرٌ أَتى من فِعْلِنا |
فتِّشْ! كما فتشتُ عنْ زَلّاتي |
قد غَرَّني مطرُ الشاءِ وثلجهِ |
فنسيتُ نفسي أرفعُ الراياتِ |
هددتُ بعضاً و أنفردتُ بآخرٍ |
وغزوتُ جزءا من ثرى جاراتي |
وطَغَتْ جزيئاتُ الترابِ وأفسَدَتْ |
في الأرضِ إفساداً بلا غاياتِ |
حتى إذا رَحَلَ الشتاءُ مودعاً |
ومهاجراً عني بلا رجعاتِ |
فأذهبْ وفتشِ في الضميرِ ولا تقلْ |
ماتَ الشتاءُ فلا تسلْ عنْ ذاتي |