أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: صهيل الأمومة

  1. #1
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,847
    المواضيع : 195
    الردود : 9847
    المعدل اليومي : 1.67

    افتراضي صهيل الأمومة



    ولجت خيوط النّور سديم العتمة، وأحكمت سيطرتها، فانبثق النّهار معلنا بداية يوم جديد ..
    حينذاك أدركت " أمل" أنّها لم تغمض جفنا، وأنّ هذا الجسد قد أوهنه ما فاض من ذاكرته طيلة اللّيل، إثر حديث في الأمس مع صديقاتها وأزواجهنّ، الذين اعتادوا الاجتماع معا مرّة كلّ شهر في أحد المطاعم الهادئة؛ لمناقشة مواضيع حياتيّة وأدبيّة، ولإعطاء الذات فرصة للرّاحة من عناء العمل، وللاطّلاع على آخر الإصدارات العلميّة والأدبيّة.
    كان موضوع الحديث هذا اللقاء حول الأدب النّسائيّ والإبداع النسائيّ.
    فمن رأي: أنّ المرأة باستطاعتها أن تكون مبدعة كما الرّجل؛ لأنّها لا تقل ذكاءً وفهماً عنه، إلا أنَّ هناكَ عثراتٍ تقف في طريقها تحول دون إبداعها، وأهمّها عدم امتلاكها لوقتها بسبب الاهتمام بالأولاد!
    أثارت الفكرة جدلاً، وعَلا صَخبٌ لوّثَ هدوءَ المكان، وشدّدت "أم أحمد" في حديثها على أن معظم النّساء المبدعات يهملن أولادهن، أو لم ينجبن الأولاد، ولربما لم يتزوجن . فالأطفال يسلبون الأمانيّ والطّموحات الذاتيّة، وهي تؤمن أنّ من أرادت أن تكون أديبة أو عالمة، فلتدع الإنجاب !
    خالفتها الرأيَ بعضُ النّساء، واتّفق معظم الرّجال على أنّ هذا الرأي هو السَّديد، ولكنّ قلّة منهم قالوا: إنَّ المرأة تستطيع الإبداع إذا أستغلّت وقتها، وأعطت زوجها وأولادها ما يلزم.. فلربّما وجدت وقتا لاستغلال مواهبها وذكائها في الكتابة والإبداع وغيرها، ولكنّ الجميع وضعوا الأولاد في خانات إعاقة تقدّم المرأة، واعتبروهم حجر عَثرة في طريق الإنتاج!
    أما "سعيد" الذي اعتاد أن يبدي آراء خالها الجميع تنمّ عن صفات، ومشاعر سامية، ندر وجودها عند رجال كثر في الشّرق- وهو الذي تزوج من مطلّقة لها ولدان
    اعتبرهما ولديه- فقد فاجأ الجميع بتذَمُّرِه من وجود ولديّ زوجته في حياته، حيث اعترف أنَّه احتضنهما في البداية عوض عقمه، الذي حرمه الأبّوة، ولكنّه يعترف الآن أنَّ هذين الولدين سلبا منه معظم ماله ووقته، وحدّدا تفكيره، وأنّ زوجته التي حلمت أن تصبح أديبة، لم تستطع تحقيق ذلك بسببهما!
    حاولت " أمل" إقناع الجميع بخطأ أفكارهم، متسلّحة بالآية الكريمة: " المال والبنون زينة الحياة الدّنيا" وليسوا عثراتِ الدنيا، ولكن دون جدوى.. فقد نمت أغصان أفكارِ معظمهم فوق جذع التذمّر، وها هي ذي ثمار هذا التذمّر تعرض أثناء الحديث، ويثنى على جودتها، مع الاتّفاق أنّ عقوق الأبناء، وابتزاز أهليهم مادياً وعاطفياً وحياتياً، قد أوصل الأهل إلى محطة التنّكر لأهميّة الأبناء في العائلة.
    كان هذا الحديث بمثابة مخرز ثقب غُرفات ذاكرة " أمل" التي بنت كلّ امالها وسعادتها على وجود طفل في حياتها، واعترتها دهشة لسماع تذمّرات من واقع اعتبرته جَنينَ السَّعادة، وفاضت من ثقوب الذاكرة مخزونات كثيرة، كانت تتدلّى منها خيوط علقت بها كرات قَذَفها البعض أثناء أحاديث مشابهة، إلّا أنّ "أمل" اعتادت رفع هذه الخيوط، ووضعها في صناديق " اللاوعي" والمنسيّات من الأمور، ولكن بعد هذا اللقاء اختلط " الوعي" "باللاوعي" وفاض المخزون، ناشِراً محتوياته، ليعرضها أمام ناظريّ "أمل" شريطاً مصوّراً لمحطّات وزيارات الأطباء، بحثا عن حلّ للمشكلة، فمن مؤمّل، ومن محبط، وبين مطرقة الأمل وسندان الإحباط، ضاعت سنوات كثيرة من العمر دافنةً معها الكثير من الأفكار والتخيّلات حول وهميّة وواقعيّة الأمومة. وها هي ذي تسمع نقائض وترهات!
    خرجت أمل من البيت لتريح ذاكرتها وأعصابها. ضوضاء المكان تختلط وضوضاءَ أفكارها. المكان يعجّ بالنّاس، لفت نظرها رهط يقف في طابور أمام بائع للعصائر لإطفاء نار ظمئه، فأثار المشهد عطش أمومتها.. بدأت تصهل ذاك الصهيل الذي اعتادت عليه ردحا من الزمن. وعندما تصهل أمومتها تمرّدا على عطشها وجوعها، ونافخة أوداج مشاعرها، اعتادت إرواءها وعلفها بجرعات من التّخدير وكبت المشاعر؛ علّها تخفت من صوتها وتهدّئ من روعها.. لكنها لم تنجح دائما. فأحيانا كانت تغلبها، وتجمح وترفس بعشوائيّة شرايين كيانها، فيزداد صهيلها حدّة مستهزئة بتلك المسكّنات، ويزداد حنقها وتمرّدها، طالبة الارتواء والكبح لا التّعطيش.. ونظراً لعجز "أمل" عن إروائها، كانت تصرخ بصمت طالبة النّجدة فلا تجد سوى الله ملجأ، فتأتي كلماته قطرات من ندى ترطّب جفاف العاطفة المسبّب للجموح، ولا تفتأ كذلك حتّى تبلّله فيهدأ الصّهيل وتحلّ السّكينة، والآن بعد قذفها بحجارة حديث مجموعة الأصدقاء، وأثناء مشاهدتها لمن يروون عطشهم، فإنّها تحاول الخروج من عقال السّكينة، وتحسّ "أمل" بدفق من المشاعر ينقر خريره كلّ جنبات الجسم والرّوح، لكنّها لن تسمح هذه المرّة لهذا الدّفق أن يسبّب ثغرات وفجوات كثيرة، تتدفّق عبرها سيول هذه المشاعر والمعاناة، فتقرّر العودة إلى بيتها لتضع حدّا لكل ذلك ...

  2. #2
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 64
    المشاركات : 7,111
    المواضيع : 105
    الردود : 7111
    المعدل اليومي : 1.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    ولجت خيوط النور سديم العتمة، وأحكمت سيطرتها، فانبثق النهار معلنا بدابة يوم جديد ..
    حينذاك أدركت " أمل" أنها لم تغمض جفنا، وأن هذا الجسد قد أوهنه ما فاض من ذاكرته طيلة الليل، إثر حديث في الأمس مع صديقاتها وأزواجهن، الذين اعتادوا الاجتماع معا مرة كل شهر، في أحد المطاعم الهادئة لمناقشة مواضيع حياتية وأدبية، ولإعطاء الذات فرصة للراحة من عناء العمل، وللاطلاع على آخر الإصدارات العلميّة والأدبيّة.
    كان موضوع الحديث هذا اللقاء حول الأدب النسائي، أو الإبداع النسائي.
    فمن رأي: أن المرأة باستطاعتها أن تكون مبدعة كما الرجل، لأنّها لا تقل ذكاءً وفهماً عنه، إلا أنَّ هناكَ عثراتٍ تقف في طريقها تحول دون إبداعها، وأهمها عدم امتلاكها لوقتها بسبب الاهتمام بالأولاد!
    أثارت الفكرة جدلاً، وعَلا صَخبٌ لوّثَ هدوءَ المكان، وشددت "أم أحمد" في حديثها على أن معظم النساء المبدعات يهملن أولادهن، أو لم ينجبن الأولاد ولربما لم يتزوجن، فالأطفال يسلبون الأماني والطموحات الذاتيّة، وهي تؤمن من أن أرادت أن تكون أديبة أو عالمة، فلتدع الإنجاب ! خالفتها الرأيَ بعضُ النّساء، واتّفق معظم الرجال على أن هذا الرأي هو السَّديد، ولكنّ قلّة منهم قالوا: إنَّ المرأة تستطيع الإبداع إذا أستغلّت وقتها، وأعطت زوجها وأولادها كل ما يلزم، فلربما وجدت وقتا لاستغلال مواهبها وذكائها في الكتابة والإبداع وغيرها، ولكن الجميع وضعوا الأولاد في خانات إعاقة تقدّم المرأة، واعتبروهم حجر عَثرة في طريق الإنتاج.
    أما "سعيد" الذي اعتاد أن يبدي آراء خالها الجميع تنمّ عن صفات، ومشاعر سامية، ندر وجودها عند رجال كثر في الشرق- وهو الذي تزوج من مطلّقة، لها ولدان اعتبرهما ولديه- فقد فاجأ الجميع بتذَمُّرِه من وجود ولديّ زوجته في حياته. حيث اعترف أنَّه احتضنهما في البداية عوض عقمه، الذي حرمه الأبّوة، ولكنه يعترف الآن أنَّ هذين الولدين سلبا منه معظم ماله ووقته، وحدّدا تفكيره، وان زوجته التي حلمت ان تصبح أديبة، لم تستطع تحقيق ذلك بسببهما!
    حاولت " أمل" إقناع الجميع بخطأ أفكارهم، متسلحة بالآية الكريمة: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" وليسوا عثراتِ الدنيا، ولكن دون جدوى، فقد نمت أغصان أفكارِ معظمهم فوق جذع التذمّر، وها هي ثمار هذا التذمّر تعرض أثناء الحديث، ويثنى على جودتها، مع اتفاق الجميع أن عقوق الأبناء، وابتزاز أهليهم مادياً وعاطفياً وحياتياً، قد أوصل الأهل إلى محطة التنّكر لأهميّة الأبناء في العائلة.
    كان هذا الحديث بمثابة مخرز ثقب غُرفات ذاكرة " أمل" التي بنت كل امالها وسعادتها على وجود طفل في حياتها، واعترتها دهشة لسماع تذمّرات من واقع اعتبرته جَنينَ السَّعادة، وفاضت من ثقوب الذاكرة مخزونات كثيرة، كانت تتدلى منها خيوط علقت بها كرات قَذَفها البعض أثناء أحاديث مشابهة، الا أنّ "أمل" اعتادت رفع هذه الخيوط، ووضعها في صناديق " اللاوعي" والمنسيّات من الأمور، ولكن بعد هذا اللقاء اختلط " الوعي" "باللاوعي" وفاض المخزون، ناشِراً محتوياته، ليعرضها أمام ناظري "أمل" شريطاً مصوراً لمحطات وزيارات الأطباء، بحثا عن حل للمشكلة، فمن مؤمّل، ومن محبط، وبين مطرقة الأمل وسندان الإحباط ضاعت سنوات كثيرة من العمر دافنةً معها الكثير من الأفكار والتخيّلات حول وهميّة وواقعيّة الأمومة. وها هي تسمع نقائض وترهات!
    خرجت أمل من البيت لتريح ذاكرتها وأعصابها. ضوضاء المكان تختلط وضوضاءَ أفكارها. المكان يعجّ بالناس، لفت نظرها رهط يقف في طابور أمام بائع للعصائر لإطفاء نار ظمئه، فأثار المشهد عطش أمومتها، فبدأت تصهل ذاك الصهيل الذي اعتادت عليه ردحا من الزمن، وعندما تصهل أمومتها، تمردا على عطشها وجوعها، ونافخة أوداج مشاعرها، اعتادت ارواءها وعلفها بجرعات من التّخدير وكبت المشاعر، علّها تخفت من صوتها وتهدّئ من روعها! لكنها لم تنجح دائما، فأحيانا كانت تغلبها، وتجمح وترفس بكلّ عشوائيّة شرايين كيانها، ويزداد صهيلها حدّة مستهزئة بتلك المسكنات، ويزداد حنقها وتمردها، طالبة الارتواء والكبح لا التعطيش، ونظراً لعجز "أمل" عن أروائها، كانت تصرخ بصمت طالبة النجدة فلا تجد سوى الله ملجأ، فتأتي كلماته قطرات من ندى، ترطب جفاف العاطفة المسبب للجموح، ولا تفتأ كذلك حتى تبلّله فيهدأ الصّهيل وتحل السّكينة، ولكن الآن بعد قذفها بحجارة حديث مجموعة الأصدقاء، وأثناء مشاهدتها لمن يروون عطشهم فانها تحاول الخروج من عقال السّكينة، وتحس "أمل" بدفق من المشاعر ينقر خريره كلّ جنبات الجسم والرّوح، لكنّها لن تسمح هذه المرّة لهذا الدّفق ان يسبّب ثغرات وفجوات كثيرة، تتدفق عبرها سيول هذه المشاعر والمعاناة، فتقرّر العودة إلى بيتها لتضع حدا لكل ذلك ............................
    كاملة بدارنه
    حروف متميزة وخيال رحيب
    بورك هذا اليراع
    تحياتي

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,995
    المواضيع : 418
    الردود : 23995
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    وقعت تلك الجميلة في قبضتي فقرأتها على عجل
    ورفعتها لحين العودة لها
    فنص للرائعة أستاذة كاملة لابد وأن يحظى بقراءة متأنقة لأرتشف الجمال
    بوركت واليراع الفريدة
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 58
    المواضيع : 21
    الردود : 58
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ابدعت وامتعت في وصف تقلب المشاعر بين اليبس وتصلب الشرايين و الخصوبة والعطاء غير المجذوذ، وقد لمست في القصة توظيفا رمزيا ممتازا لبعض ما يعج في مجتمعاتنا وما يقبع في ثنايا ثقافتنا الشعبية من رؤى وتمثلات عن التنعم بالامومة و الحرمان منها ، فالمرأة التي حضنت أولاد غيرها في المتن لم تشبع حاجتها الفطرية للاحساس بالأمومة ، فقد سئمت من ثقل المسؤولية و حِمل الاكراهات ، فتحولت الى ظئر سؤوم من حيث رامت أن تحل محل الأم الرؤوم ، وقد يكون في ايحاء النص بقتل الابداع لدى الأم المنشغلة باوهاق تربية البنين والبنات استدعاء لمعاني تطفح بها ثقافتنا الشعبية من قبيل : " مشاو أيام الخديدات ( تصغير الخد ) وجاو أيام لوليدات ) اي ان الاهتمام بالابناء يشغل عن الاهتمام بالذات تجميلا ودلالا ...مودتي الخالصة

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,795
    المواضيع : 83
    الردود : 4795
    المعدل اليومي : 0.98

    افتراضي

    من ليس لديه عذر يرمي شكواه وحججه ويجعل الآخرين شماعة يعلق عليهم عثراته أو فشله وكل هذا هروب من العتاب وسوط اللوم إن كان مخطئا فيشعر براحة حينما يسقط أغلاطه على غيره
    الابناء ليسو حجر عثرة في الطريق من تستغل وقتها وتعرف متى ينام ابنها وتعرف مواعيد زوجها وعلى اساسها ترتب نفسها ستنجز وتتعلم وتبدع وتعطي وتأخذ وأحيانا يقولون الضغط يولد سرعة الإنجاز وانفجار الإبداع
    أما من تريد أن تهتم بابنها وزوجها وتريد أن تتعلم وتحقق طموحها وهي عشوائية لاتعرف تضبط حالها فالخلل عائد لها لا على أولادها ولا على زوجها , وقد تجعل الأم من ابنائها عونا لها على طموحها وإعانتها كما هي عون لهم على طموحاتهم فيكونون اسرة إيجابية تفاعلة انطلاقية نافعة فيها منفعة في تربية الابناء على تشجيع الكبير والصغير والاستماع لآرائهم وافكارهم واستشارتهم , قد لااستطيع إيصال فكرتي لكني على ثقة أن المبدعين والمبدعات سيفهمون المراد , الأمر جميل أن نأخذه ببساطة واستمتاع أما أن نجعل في عقلنا أنهم مانعا لنا فسيسبب أزمة وتحطيم ويأس وقد يصل إلى كره لهم وهذا مانحاول تجنبه خصوصا بالمجتمعات المسلمية ألا يكفي التنازع الذي ينزغه الشيطان بينهم !
    تقديري لقلمك الرائع أستاذة كاملة

  6. #6
    الصورة الرمزية يحيى البحاري
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : السودان
    المشاركات : 686
    المواضيع : 60
    الردود : 686
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أختي الأديبة كاملة .. طابت كل أوقاتك بالخير والجمال
    قصة رائعة تناقش هموم المبدعين ودوافعهم ومواهبهم
    قصة تفتح آفاق للحوار حول الأديب وخصوصياته التي تساهم في انتاجه
    تحياتي

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,992
    المواضيع : 293
    الردود : 34992
    المعدل اليومي : 6.07

    افتراضي

    مكابر من يدّعي أن الأبناء لا يؤثروه على أداء وعطاء الأم إذا كانت تمارس أمومتها بمعناها الحقيقي وليس مجرد دور يمكن إيلاؤه لخادمة تقوم به، فدور الأم تربوّي وليس خدميا، وهذا يعني وقتا وجهدا كبيرين يتسغرقان طاقتها وساعات يومها
    ومع ذلك فالمبدعة الحقة قادرة باستهلاك ذاتها وقدراتها حتى الرمق الأخير على أن تستبقي نفسها على خارطة الإبداع وإن في إطار ضيق لحين بلوغ الأبناء المرحلة العمرية التي يتحرر فيها بعض وقت الأم من إشغالهم لدقائقه.

    نص استوقفتني فكرته طويلا، وعدت له مرارا مترددة في الردّ عليه
    وبين روعة لغتك وعمق طرحك وجميل أسلوبك قضيت حصة من قراءة ماتعة

    دمت بروعتك سيدة الحروف

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,847
    المواضيع : 195
    الردود : 9847
    المعدل اليومي : 1.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود فرحان حمادي مشاهدة المشاركة
    حروف متميزة وخيال رحيب
    بورك هذا اليراع
    تحياتي
    بورك حضورك الرّاقي أخي الأستاذ محمود
    شكرا لك
    تقديري وتحيّتي

  9. #9
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,847
    المواضيع : 195
    الردود : 9847
    المعدل اليومي : 1.67

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    وقعت تلك الجميلة في قبضتي فقرأتها على عجل
    ورفعتها لحين العودة لها
    فنص للرائعة أستاذة كاملة لابد وأن يحظى بقراءة متأنقة لأرتشف الجمال
    بوركت واليراع الفريدة
    تحاياي
    أهلا بك عزيزتي الأخت آمال وشكرا على رفع النّص وكلماتك المشرّفة
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,924
    المواضيع : 390
    الردود : 22924
    المعدل اليومي : 4.74

    افتراضي

    نص رائع بما حوى من أفكار عميقة, وسرد رائع ولغة جذلة قوية
    ولم اجد اجمل من كلمات القديرة ربيحة الرفاعي:
    (مكابر من يدّعي أن الأبناء لا يؤثروا على أداء وعطاء الأم إذا كانت تمارس أمومتها بمعناها الحقيقي وليس مجرد دور يمكن إيلاؤه لخادمة تقوم به، فدور الأم تربوّي وليس خدميا، وهذا يعني وقتا وجهدا كبيرين يتسغرقان طاقتها وساعات يومها
    ومع ذلك فالمبدعة الحقة قادرة باستهلاك ذاتها وقدراتها حتى الرمق الأخير على أن تستبقي نفسها على خارطة الإبداع وإن في إطار ضيق لحين بلوغ الأبناء المرحلة العمرية التي يتحرر فيها بعض وقت الأم من إشغالهم لدقائقه.)
    يبقى الجزء الآخر من القصة .. وهو العطش إلى الأمومة
    وكم الألم والمعاناة التي تشعر بها من تتوق إلى الأمومة
    فإن الله سبحانه وتعالى أودع في البنت غريزة الشوق
    والأستعداد لتكون أما وقذف في قلبها الحب والحنان
    وفي أعماقها يكمن الشوق إلى ان تكون أما وفي قلبها
    ينبض الحب والشوق لتربية الطفال وللبذل والعطاء بلا حدود.
    اللهم لا تحرم أمراة من الأمومة .
    دمت بروعتك سيدة الحرف كاملة.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لُطْفُ الأُمومة (قصيدة شعرية من البحر الطويل الثلاثي)
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-04-2019, 06:34 PM
  2. فلسفة الأمومة
    بواسطة مراد مصلح نصار في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-03-2017, 12:13 AM
  3. الأمومة
    بواسطة رافت ابوطالب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-10-2015, 12:40 PM
  4. للصمت صهيل أوجاعى
    بواسطة محمد عسران في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-01-2006, 12:58 AM
  5. صهيل ...
    بواسطة الأندلسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 15-04-2003, 09:46 AM