تراتيلٌ للقادم





هُناكَ في حَديقةِ العُمرِالتي تُرْبِكُنِي،



افْترَشْتُ بِساطِيَ الذاوِي،


بناظريّ أتصفَّحُ جَنَباتِها المُورِقَةِ بالحزن،


أُدْمِعُ بعضاً من ألمي في سواقيها الصاديةِ،


أتغزّلُ بِزَهْوِ فراشاتها بين الوريقات التي يُلوّحُ الإصفرارُ لها بِعَصاهْ،


يتلاعبُ بي رفيفُ أجْنِحَتِها الذي يَهُزُّني وَمُتَوَكَّئِي،


ومِنْ بعيدٍ يَهَبُني عُصفوري المغرِّدُ في السهلِ المُمْتَنِع لحْناً من تراتيلِ الماضي،


شمَمْتُ وردةً جوريةً قبل أن أهديها له، فَوَخَزَتْنِي بِشَوْكِها،


قِفْ عِنْدَ حُدُودِكَ قالتْ،


واهْدِ عُمْرَك وَتَراً وَغَنِّ إنْ شِئتَ، أو اْرْقصْ كالطيرِالمذبوحِ،


ولا تَقْرَبْني.


رَجَعْتُ مُنْتَعِلاً قَدَمَيّ المُتْعَبَتَيْنْ، وعرْجُوني يَتَفَقَّدُ ما ضاعَ تَحْتَها مِنْ عجافٍ،


لمْلَمْتُ بِساطِيْ على عَجَلٍ كيْ لا يُدْرِكُهُ الشَفَقُ،



ويَرْمُقُهُ المَغيبُ بِدُجاهْ.