زرعتُ في تربة ِالأعرابِ أحلامي فنبّتَ الوهمُ في رَيْعان أيامي
وفرّخَ الوقتُ فى ساعاتها فشلا وحصحصَ الموتُ في رأسي وأقدامي
والآنَ .. أجلسُ مثل الريش تنقلني أصابعُ الحزن من عامٍ إلى عامِ
جاوزتُ نوحا تفاصيلا - وقد هَرِمَتْ ملامحُ الوجهِ - إلا أنني سامِ
يا لائمَ الدمع في أحداق قافيتي وزاجرَ اليأسِ في وجْنات أقلامي
دع عنكَ دع عنكَ ما ألقاهُ من وَصَبٍ لا ينفع النصحُ مَن دُنياهُ تُسنامي
قد راود الدرهمُ الدفيانُ أرصفتي وغاير النفط بالدينار أقسامي
ووشوش القلب تاريخٌ وأقنعه هم أخوة لك في بيت وإسلامِ
سافرْ وضعْ خوفكَ اليقظانَ في قفص وأطلق الحلم في بستان أنغامِ
فليتها ضلّتِ الأجواء وانفجرت ولا على عَجَلٍ حَطّتْ وإقدامِ
ولا حملتُ علي كفيَّ أمنيتي تبكي الحياة على شطآن ظلاّمي
ولا اصطبحتُ على وجهي يؤرقني فيه اليباس يمص الرائج النامي
ولا مشيتُ كمجنون أحدثني ويضحك الناس من همّي وآلامي
كآلةٍ صرتُ في صحْرائهم خَرِبَتْ وسفّها الرملُ في صبح وإظلام
تبخّرَ النورُ من عقلي وقد يَبُسَتْ حدائق القلبِ من قيظ وأسقامِ
وأصبحَ الصبحُ مثلَ الليل في نظري وأصبحَ العيشُ مثل الموت قُدّامي
تساوت الفكرةُ العرجاءُ في خَلَدِي وكل ما جاء من نوح لإسلامي
فأينه الدين والإيمان أو لغتي ذكرى و ترميم أضغاتٍ وأحلامِ
نثرٌ على مسمع ( الطرشان ) نقرأه في خطبة الظهر أو حلٍّ وإحرام
لا قلب للدين فيمن تبّلوا بشرا حيّا بدعوى قوانينٍ و أحكام
يا لائمي مَهَلاً لا ترمِني ( كَفَرَا ) كفرت بالجهل و(البترول) والرامي
أبعدَ موتِ غصون الروح من أملٍ كي تنصح الطينَ أن يحيا بأنسامِ
لا بارك الله في طينٍ رمى ألقا في لجة التيه بين الغثّ والدامي
سبعٌ على حافة الأحزان في خطرٍ يهددُ العمرَ ريحٌ صرصرٌ عامِ
صرختُ حتى رأيت الصوت منكسرا يجرّ في إثره أصداءَ أصنامِ
ماتت قريشٌ فلا تسأل منازلها عن خاتم الرسل أو عن عادل حامِ
هذي التي عبدت أصنامها طمعا في رحلة السدِّ أو في رحلة الشام
فلتغبقِ الغربةُ السوداءُ من جسدي وليلعقِ الفقرُ يا إنسانُ أعوامي
وأنتِ يا ألطفَ الأحياءِ من نَسَمٍ لا تجلدي الميّتَ المدبوغَ بالخامِ
ولتغفري لي مواعيدا مُسبّقةً صارت أكاذيب أوزارٍ وأوهامِ
وأبلغي الحبّ ممّن مات مَعذرةً إن يقبلِ الحبّ أعذاراً لأجسامِ



رد مع اقتباس

