أنا لست أدري ...
كم من الأعوام مر ..
في انتظار الأمنيات
ضلت عناويني الدروب البائدات
أنا لست أدري كيف تحويني الهوامش ؟!
كيف تنساني المتون ؟!
و أنا المسافر في عيون الذكريات
في فضاء الكون أسبح و الظنون
و أنا هناك
في عناق الدهر و الماضي البعيد
عَبَقُ السكون يهزُّ أوتار الحنين
فالعينُ أوطان الأنام .. و القلبُ مأوى العابرين
و الحبُّ ربانُ السفين
****
كلُّ الفصول توحدت فصل الخريف
و الريح تدفئني حنين
و البعد يعرف وقع خطوي و الأنين
و أنا هناك
في الأفق أمرح و الطيور
و أنا الغريب
و أنا القريب
****
خلف المرائي ثنيةٌ هي عالمي الثرُّ النبيل
فيه الترادف و التناقض ليس ينكره الزمان
كلا و لا عُرْفُ المكان
هو طيبٌ مثل الحقول
ألِفَ التغربَ و السفر
و الوجد حد الإنزواء
****
وجنات صبحٍ تستفزُّ الأمنيات
تنكأ جراح الذكريات
و الدمع أنداء القلوب
نأسى و نرسمُ في مآقينا دروب
تاهت حروف الأبجدية في فمي
لغتي حروفٌ من وميض الفكر من نبض القلوب
عنوانها لغة السكوت
***
الآن أعرف كيف تنكرني متون السائرين
انا لست حرفاً في مداد الصاخبين
فأنا الغريب
و أنا القريب
و أنا المسافر
في شعاع الشمس في ضوء القمر
في عمق نفسي حين يجمعني الشتاء