استراتيجية الإبداع التعلمي على ضوء الإدارة الصفية

مفهوم الاستراتيجية :
هو فن استخدام الوسائل لتحقيق الأهداف . واسترتيجية التدريس : عبارة عن مجموعة من الأمور الإرشادية التي توجه ، وتحدد مسار عمل المدرس ، وخط سيره في درس من
الدروس . وقدعرفها بعض التربويين بأنها تتابع منتظم ، ومتسلسل من تحركات المعلم .
التخطيط والاستراتيجية :
يعتبر التخطيط أمر ضروري ، وبالغ الأهمية بالنسبة للاستراتيجية ، لأنه يترجمها إلى وسائل ، وأدوات ، ويبرمجها ، ويحدد خطوات تنفيذها في الواقع .

مكونات استراتيجية التدريس :
1ــ الأهداف السلوكية ، وتعرف أيضا بالأهداف الإجرائية ، أو أهداف التدريس .
2 ــ التحركات التي يقوم بها المعلم ، وينظمها لهتدي بها في تدريسه ، وهي بمثابة محور استراتيجية التدريس .
3 ــ الأمثلة المستخدمة لشرح الدرس .
4 ــ التدريبات ، والمسائل ، والوسائل المستخدمة للوصول إلى تحقيق الأهداف .
5 ــ الجو التعليمي ، والتنظيم الصفي للحصة .
6 ــ استجابات التلاميذ ، أو الطلاب بمختلف مستوياتها ، والنتتجة عن المثيرات التي ينطمها المعلم .

التدريس المبدع :
* يرتبط التدريس المبدع بطرائق ، وأساليب التدريس المثيرة للفكر ، وإدارة الديمقراطية للنقاش ، وإحداث التعلم ، وتحقيق دافعية التعلم الذاتي .
* يرتبط التدريس المبدع بالتدريس المنظم وفق خطط مرسومة ومدروسة ، تعتمد على مهارات التدريس الأساسية لتحقيق التدريس المتميز الفعال .
* التدريس المبدع علاقة إنسانية يغلب عليها الحب ، والتسامح ، والحرية ، بل هو مسرح إنساني تلعب فيه العلاقات الشخصية بين المتعلم ، والمعلم دورًا مؤثرًا في معنوياتهم ، ودافعيتهم ، وتعلمهم .
المعلم المبدع :
* هو الفنان ، والممثل الذي يمتلك أدوات التدريس المناسبة والفعالة ، يأسر بها خيال المتعلمين ، ويتحدى عقولهم بتشكيلاته الفكرية ، وحركاته الوجدانية ، والسلوكية .
* هو الذي يقيم علاقات بينيه ناجحة مع المتعلمين ، ويصل إلى مستوى رفيع من الاتصال الشخصي معهم .
* هو الذي يحول درسه من مجرد مثيرات ، واستجابات إلى موقف إنساني مشبع بالدفء ، وتميزه التقنية ، وفيه يستمر المتعلمون في حالة من النشاط العقلي ، والاستغراق في الدرس ، والتفاعل معه عبر علاقات وثيقة من الود ، والاحترام ، والتسامح ، تدعو إلى تعزيز التواصل ـ وإثارة التفكير بشكل مستمر .

النظام المدرسي
يتوقف استمرار المجتمع وبقاؤه ، وتطوره على وجود مواطنين يقدرون قيمة النظام ، ويأخذون في اعتبارهم الصالح العام . لذلك تصبح العملية التربوية أكثر من مجرد نمو ، بل هي نمو في اتجاه الذكاء والسلوك الاجتماعي . من هنا يتفق كثير من التربويين على أن المشكلات الأساسية للشباب هي مشكلات اجتماعية في طبيعتها . وتعتبر المدرسة الثانوية بطبيعة تكوينها مؤسسة تربوية اجتماعية ، ففي مرحلة النمو التي يمر بها التلاميذ توضع أسس العادات الاجتماعية . لهذا فإن مسؤولية مدرسي المرحلة الثانوية تتركز على معاونة المراهق على تكييف سلوكه مع أنشطة الجماعة . وهنا تبرز الأهداف الأساسية للنظام في المدرسة الثانوية ، ألا وهي تهيئة الظروف المناسبة ، والمناخ الاجتماعي الملائم الذي يشجع ، ويساعد على نمو الخصائص ، والعادات التي تحقق أكبر قدر ممكن من الانضباط الذاتي ، والمواطنة الصالحة في كل تلميذ .

أهداف النظام في الفصل :
قديما كان الهدف الأساس للنظام داخل الفصل توفير الظروف المناسبة ، والحسنة للدراسة ، وتوفير الاحترام للمدرس . ويتوقف تحقيق ذلك على استخدام الخوف من العقاب غالبا . أما اليوم ، وفي عصر التحضر والتطور أصبح الهدف الأساس للنظام داخل غرف الدراسة يتوقف على التالي :
1 ــ تنمية الفهم ، والمثل العليا ، والاتجاهات ، والعادات ، وغيرها من مكونات السلوك السوي التي تضمن أن يكون مسلك كل تلميذ مسلكا اجتماعيا ، دون الحاجة إلى استشعاره الخوف ، أو ممارسة أي ضغوط سوى ما ينعكس من آراء أقرانه عليه .
2 ــ تنمية السلوك الاجتماعي عند التلميذ .

خصائص الموقف النظامي الجديد في الفصل :
يتميز الموقف النظامي الجديد في الفصل بخصائص يمكن حصرها في الآتي :
1 ــ ينشغل التلاميذ بمواد ، وأنشطة تعليمية ذات قيمة علمية هادفة لتثير اهتمامهم ، وتشدهم إلى الدرس .
2 ــ انعقاد اتجاهات التعاون بين المدرس وطلابه ، وإضمار حسن النية بينهم .
3 ــ يصدر السلوك الاجتماعي ، والخلقي السليم عن التلاميذ احتراما لجماعة الأقران ، ونتيجة للجهود التعليمية التعاونية ، أكثر منه نتيجة لهيمنة المعلم عليهم عن طريق إثارة الخوف في نفوسهم .
4 ــ يتحرر التلاميذ من عوامل القلق والإحباط المصطنعة الناجمة عن فرض إرادة الكبار الراشدين على جماعة المراهقين .

العوامل المؤثرة في سلوك المراهق :
يجب أن يدرك المعلم أن سلوك المراهق تحكمه قوى عديدة في المجتمع المحلي ، تعمل مجتمعة ، كما يعمل كل منها على حدة لتشكيل سلوكه ، لذلك لا بد من دراسة هذه العوامل حتى يتسنى لنا سبر أغوار المراهق السلوكية ، وأهم هذه العوامل :
1 ــ الأوضاع الاجتماعية ولاقتصادية .
2 ــ الصحة والنمو الجسمي .
3 ــ الدوافع الداخلية للعمل . ( تتوقف على المنهج الدراسي السليم ) .
4 ــ الاضطرابات الانفعالية . ( نتيجة للفشل الذريع المتكرر ) .
5 ــ النضج العقلي . ( استفادته من خبراته ، وخبرات غيره تكون قليلة ) .
6 ــ الظروف البيئية . ( كالسكن غير الصحي الضيق المزدحم ) .
7 ــ أنشطة أوقات الفراغ . ( ممارسة الأنشطة الجماعية في وقت الفراغ تنمي السلوك الخلقي السليم ) .

الموقف من السلوك غير السوي للتلميذ :
تختلف أنواع السلوكيات غير المرغوب فيها ، وعدم التكيف لفرد دون الآخر ، وذلك حسب العوامل التي ساعدت على نشوء السلوك غير السليم لديه . من هنا يتعذر وضع قائمة مقترحات يعمل بها في مثل هذا الموقف بالنسبة للأفراد جميعا ، غير أن هناك اعتبارات تفيد عند معالجة هذه الحالات أهمها :
1 ــ لا تؤخذ المخالفات البسيطة على أنها خطيرة . ( يراعى البيئة ، والعوامل التي أدت إلى وجودها ) .
2 ــ الهدف من العقاب هو تحقيق تكيف التلميذ . ( شريطة ألا يكون الهدف من العقاب هو الإرهاب ، لأنه ممنوع أخلاقيا ، وسلوكيا ) .
3 ــ ينبغي تحري أسباب السلوك السئ قبل توقيع العقاب .
4 ــ إذا كانت المخالفة السلوكية ناجمة عن عجز في اتباع النظام المفروض من المدرسة ، يراعى تعديل النظام بحيث يساعد على تحقيق السلوك السوي .
5 ــ يختار العلاج طويل المدى الذي يمنع تكرار السلوك غير السليم .
6 ــ إذا كان الاتجاه النفسي العام للجماعة لا يرضي المدرس فلا يعاقب أحد التلاميذ عليه.
7 ــ يراعى حاجات التلميذ المخطئ ، ومدى جسامة خطئه عند تقرير العقاب .
8 ــ يوقع العقاب مباشرة عند ارتكاب الخطأ للربط بينهما .
9 ــ من الخطأ أن يتعقب المدرس تلميذا ، لأن ذلك يضر بصحة النفسية .
10 ــ عدم إظهار الغضب عند معاقبة التلميذ .
11 ــ توحيد أساليب الانضباط في الصف الواحد ، بل وفي جميع الصفوف الدراسية .
12 ــ التلميذ المذنب هو الذي يعاقب فقط ، لا الفصل كله .
13 ــ طريقة العقاب وشكله ينبغي أن يمكنا التلميذ من استعادة احترامه لذاته .

السلوك الطلابي السليم وكيفية المحافظة عليه

الإدارة الصفية :
يراعى في الإدارة الصفية الجيدة الآتي : ــ
1 ــ الاعتماد على التخطيط الدقيق لتنظيم حجرة الدراسة .
2 ــ الاهتمام بالقوانين الضابطة لإدارة الصف .
3 ــ الإجراءات اللازم اتباعها للمساعدة على أداء الأنشطة الجماعية ، ومنها :
أ ــ استخدام المواد واللوازم .
ب ــ تعيين الطلاب في مجموعات .
ج ــ أهداف الطالب ومشاركته .
د ــ الفرق التعلمية التعاونية .
هـ ــ الإشارات كعمل وسلوك وحركة تستخدم للفت انتباه الطالب .
و ــ الإعلانات المدرسية العامة . ( مراعاة الاستماع إليها ، وعدم مقاطعتها ) .
ز ــ المواد ، والأجهزة الخاصة كالحاسوب ، والحيوانات الحية . ( يجب تحديد أنظمة ، أو قوانين للوصول إليها ، واستخدامها ) .
ح ــ أوقات الخروج إلى الفسح ، أو الصلاة . ( ينبه الطلاب إلى إخلاء مقاعدهم ، أو ترك عملهم عليها ) .

المعالجة الفورية للسلوك غير المقبول :
تعتبر المعالجة الفورية للسلوك غير المقبول من الأمور الهامة ، بغرض تجنب استمراره وانتشاره .
أما السلوكيات التي ينبغي أن نهتم بها فهي :
1 ــ عدم المشاركة في الأنشطة التعلمية .
2 ــ عدم الانتباه لفترات طويلة ، أو تجنب العمل .
3 ــ المخالفة الواضحة للقوانين والإجراءات الصفية .

طرق معالجة السلوك غير المقبول :
1 ــ إعادة انتباه الطالب إلى المهمة التي انشغل عنها بعمل آخر .
2 ــ أن يتواصل المعلم بالنظر مع الطالب ، أو الاقتراب منه مع استخدام الإشارة .
3 ــ تذكير الطالب المخالف بالإجراء الصحيح .
4 ــ حث الطلاب بالتوقف عن الأسلوب غير المناسب ، ثم مطالبتهم بالعودة إلى البدء في النشاط البناء .
تنبيه :
أحيانا يكون استخدام الإجراءات مباشرة غير مناسب ، أو أنه يعطل نشاطا ، وفي مثل هذه الحالة يسجل المعلم المخالفة في ذهنه ، ويستمر في الدرس حتى يأتي وقت أكثر ملاءمة ، ويخبر الطالب بأنه شاهد ما حدث ، ثم يناقش معه السلوك المناسب الذي يجب اتباعه .

كيفية إدارة المخالفات السلوكية :
ليس الغرض هنا التقليل من شأن المدرس في حل المشاكل الصفية ، وإنما وجوب النظر إلى قائمة الاستراتيجيات الملائمة للموقف ، أو المشكلة ، عاملين قدر المستطاع على جعل الأشياء التي تعطل البرنامج التعليمي في أدنى حدودها ، ومحسنين في نفس الوقت تكيف الطالب الإيجابي ، وسلوكه المنتج . وقبل أن نستعرض الطرق التي يمكن بوساطتها حل تلك المشاكل السلوكية الطلابية ، ينبغي أن نستعرض معا أهم هذه المخالفات السلوكية التي يمكن ارتكابها من قبل الطلاب داخل غرف الدراسة ، أو خارجها ضمن حيز المدرسة .

أهم المخالفات السلوكية :

المخالفات التافهة ، وتشمل :
1 ــ عدم الانتباه لفترة طويلة .
2 ــ التحدث عند الانتقال من نشاط لآخر .
3 ــ الغفلة لفترة طويلة .
4 ــ التوقف القصير أثناء العمل على مهمة ما .
تنبيه :
هذه السلوكيات لا تعتبر بالفعل مشاكل ينبغي العقاب عليها ، نظرا لقصرها ، وعدم معارضتها للمواقف التعلمية ، والأفضل تجاهلها .

المخالفات البسيطة ، وتشمل :
1 ــ جهر الطلاب بالإجابة .
2 ــ مغادرتهم للمقاعد بدون إذن .
3 ــ قراءة ، أو أداء عمل لا علاقة له بالدرس أثناء الحصة .
4 ــ تناول بعض الحلوى أثناء الحصة .
5 ــ إلقاء نفايات في غرفة الصف .
6 ــ التناول المفرط للأحاديث الاجتماعية أثناء الأنشطة الفردية ، أو الجماعية .

المشاكل الحادة :
كثيرا ما يرتكب الطلاب بعض المشاكل التي يمكن وصفها بالحادة تمييزًا لها عن المخالفات السابقة ، ولكنها محدودة المدى ، والتأثير ، وتشمل :
1 ــ قيام الطالب بأشياء خارجة عن نطاق المهمة ، وبشكل مستمر .
2 ــ عدم إنجاز الطالب آخر مهامه المكلف بها إلا نادرا .
3 ــ إخفاق الطالب باستمرار في الالتزام بالقوانين الصفية المتعلقة بالتحدث ، والحركة داخل حجرة الدراسة .
4 ــ رفض الطالب أداء أي عمل يكلف به .
5 ــ محاولة الطالب التخريب لمحتويات الصف .
6 ــ الغش في الاختبار .

المشاكل المتفاقمة :
تشمل هذه الفئة المخالفات البسيطة ، والمشاكل الحادة التي أصبحت تشكل تهديدا للنظام والبيئة التعليمية ، وأهم تلك المشاكل :
1 ــ تجول العديد من الطلاب داخل حجرة الصف بمحض إرادتهم .
2 ــ استمرار الطلاب في الجهر بملاحظات غير مهمة مما يؤثر على أنشطة تطوير المضمون .
3 ــ الأحاديث الاجتماعية التي تستمر بنفس الصخب بالرغم من طلب المعلم بصفة متكررة التزام الهدوء ، مما يمل على تشتيت انتباه الطلاب الآخرين .
4 ــ الرد على المعلم بطريقة غير لائقة ، ورفض التعاون معه ، مما يسبب له الإحباط ، كما يؤدي إلى إفساد الجو الصفي .

إعداد

الدكتور / مسعد محمد زياد