رَجُلٌ على هيئةِ نبض

يفوحُ الهوى مني كما العطر في الزَّهْرِ
ويشرقُ وجهُ الحبِّ كالشمسِ في عمْري
عشقتك جهرا مثل أي حمامةٍ
تطيرُ أمامَ الناسِ من مطلعِ الفجرِ
وفرحةُ روحي بانتظارِكَ مثلما
ولادة طفلٍ بعدَ عمْر منَ الصَّبرِ
وفكرةُ أني في فؤادكَ موطني
وأنَّ مكاني فيهِ كالوحيِ في الشِّعرِ
تبادلُني نبضا جميلا وراحَةً
وترفعُ يا نورَ المحبَّةِ مِنْ قَدْري
فلمْ يَخْبُ شوقي بالملامِ وأهلهِ
ولا بالذي قالوهُ عني وعن غيري
وما همَّ قلبي أن يقولوا: صغيرةٌ
فأكبرُ من أعمارهم ما اعترى صدري
فلا يُشغِلُ الملتاعُ بالًا بلائمٍ
ولا يَقنَعُ الهيمانُ إن كانَ في سِحْرِ
متى ما تفشَّتْ في الدماءِ صبابةٌ
تفشِّيَ طعمِ الملحِ في لُجَّةِ البحرِ
تحكَّمَ في نفْسِ ابنِ آدمَ حبُّهُ
وباشرَ قلبُ الصَّبِ بالنهيِ والأمرِ
وإنَّ بقلبي نبعَ حبِّكَ دافقًا
يضخُّ حياةَ السَّعدِ والخيرِ في نهري
وإنَّ بأعماقي لهيبًا ولهفةً
كلهفةِ معسورٍ إلى ساعة اليُسرِ
فديتُكَ ما لي من ضياءٍ بمقلتي
وما لزهوري الزرق والبيضِ من عِطرِ
أحبكَ والأشواقُ تغلي بمهجتي
كأنَّ بأحشائي رياحًا معَ الجمرِ
ونورُكَ وحيُ الله في خافقي كما
غرامُكَ كالأوطانِ في أضلُعِ الحُرِّ
ورؤياكَ خمرٌ يُسْكِرُ الروحَ نشوةً
أُحِلَّ لنا في الحبِّ شيءٌ منَ السُّكْرِ
وبينَ ذراعيْكَ اكتمالي وقبلَةٌ
على خدّكَ الريَّانِ أحلى من التمْرِ
ولا يستطيبُ العيشُ إنْ لم تكن بهِ
ويصبحُ مُرًّا بل أمَرَّ مِنَ المُرِّ
متى ما بعدتَ استنفرَ القلبُ نبضَهُ
وغابَ ضياءُ البدرِ منتصَفَ الشَّهرِ
وإنْ تأتِني تَسْرِ السعادةُ في دمي
وتَزْهُ ابتساماتُ الهناءِ على ثغري


نفين عزيز محمد طينة
21 \ شباط \ 2013