أُفَتِّشُ عَنَّيْ وَلَستُ أَرَانِيْ كَأنِّيْ أَتَيتُ بِغَيرِ زَمَانِيْ
وَأَنِّيْ تَعَجَّلتُ حِينًا قُدُومِي فَجِئتُ إِلَى الأَرْضِ قَبلَ أَوَانِيْ
وَأَسْأَلُ نَفسِيَ إِنْ لَمْ أَكُنِّي فَمنَ ذَا تَمثَّلَ وَجْهِيْ مَكَانِيْ
فَغيَّرَ شَكْلِيْ وَبَدَّلَ ثَوبِيْ وَثَبَّطَ عَزْمِيْ وَقَصَّ لِسَانِيْ
لِأَنِّيْ سَأَلتُ عَنِ القُدْسِ قِامَتْ فِلسْطِينُ تَبكِيْ بِجَمْرٍ كَوَانِيْ
تَقَولُ أَعَيدُوا إِلَيَّ صَلَاحًا فِإنِّي فَقَدْتُ حَيَاةَ الأَمَانِ
فَبَعدَ صَلَاحٍ تَشَتَّتْ شَمْلِي وَدُمِّرَ مَسْرَى النَّبيْ لِلْجِنَانِ
وَكُلّ الذَينَ أَرَاهَمْ أَمَامِي بَقَايَا مِنَ اليَّأْسِ وَالتَّوَهَانِ
فَفِيْ سُورِيَا مِثْل مَا بيْ مِنَ المَوتِ .. حَينَ اسْتُبِيحَتْ بِأَيدِيْ الجَبَانِ
وَصَارَ العِرَاق بَقايَا خَرَابٍ وَيَحْكُمُ فِيهِ اللَّئِيمُ الأَنَانِيْ
فَمِنْ أَجْلِ إِيْرَانَ بَاعُوا ثَرَاهُ فَأَصْبحَ مِنْ كُلِّ بَاغٍ يُعَانِيْ
وَكُلُّ لِأَجْلِ المَنَاصِبِ يِسْعَى كَمَا بَاعَ ( عَفَّاشُ ) أَرْضَ اليَمَانِيْ
وَتُونسُ صَاحَتْ مِنَ الظُّلْمِ حَتَّى بَكَى مِنْ نَحِيبِ بُكَاهَا العُمَانِيْ
فَقُلتُ : فِلسطِينُ هَلْ ذاَكَ وَجْهِي أَجِيبِيْ بِرَبِّكِ مَاذَا اعْتَرَانِيْ ؟!
أَيُعْقَلُ أَنِّيْ تَبَدَّلْتُ حَتَّى شَرِبتُ مِنَ الذُّلِ كَأْسَ الهَوَانِ !!
وَدَارَتْ رَحَى العَابِثِينَ بِقُدْسِي وَكَفَّتْ رَحَايَ عَنِ الدَّوَرَانِ
فَأَصْبَحتُ أَغْزُو دِيَارًا لِأَهْلِي وَأَنْسَى الذِي فِيْ دِيَارِيْ غَزَانِيْ
وَأَشْهَرْتُ سَيفِيْ لِأَقْتُلَ نَفْسِي وَدُونَ البُغَاةِ عَقَرْتُ حِصَانِيْ
فِلِسْطِينُ عُذْرًا فَمَا كُنتُ أَدْرِي بِأنِّيَ أَقْتَاتُ مِنْ هَذَيَانِيْ
لِأَنِّيْ الفَتَى العَرَبِيُّ سَأَمْضِي إِلَى الْعِزِّ تَمِشِيْ بِيَ الَقدَمَانِ
وَمِنْ أَجْلِ دِينِيْ وَ أَرْضِيْ سَأَرْمِيْ بِنَارِ الهَوانِ الذِيْ قَدْ رَمَانِيْ
وَأْرْجِعُ مَجْدًا لَنَا سَلَبُوهُ وَأُطْلِقُ نَحْوَ السَّمَاءِ عَنَانِيْ
فِلِسْطِينُ إِنْ بِعتُ دِينِيْ وَأَرْضِي عَسَانِيْ أَمُوتُ بِذُلِّيْ عَسَانِيْ
فَلَا عِشْتُ لَوْ خُنْتُ يَومًا بِلَادِي وَلَا كُنتُ لَوْ بِعتُ يَومًا كَيَانِيْ





