عَنِ الشِّعْرِ لَا تَتْبَعْ سِوَايَ لَأَنَّنِي جَمَعْتُ أَبَا نَوَّاسَ وَالمُتَنَبِّيَا فَحِينًا تَرَانِيْ أُشْرِبُ الشِّعْرَ خَمْرَةً لِتَرْقُصَ فِيْ حَانَاتِ فِكْرِيْ حُرُوفِيَا وَحِينًا تَرَى شِعْرِيْ يَعُودُ لِرُشْدِهِ فَأَجْعَلُهُ حَوْلِيْ يَطُوفُ مُلَبِّيَا كَأَنِّيْ عَرَفْتُ الشِّعْرَ قَبْلَ زَمَانِهِ وَأَسَّسْتُ قَانُونَ البَلَاغَةِ وَحْدِيَا وَأَلْزَمْتُ أَوْزَانَ العَرُوضِ قَصَائِدِي فَصَارَ الفَرَاهِيدِيْ الخَلِيلُ خَلِيلِيَا فَلَا الجَاهِلِيْ مَنْ أَلْبَسَ الشِّعْرَ ثَوبَهُ وَلَا الأُمَوَيْ قَالَ القَصَائِدَ قَبْلِيَا أَمُرَّ عَلَى كُلِّ العُصُورِ بِمُفْرَدِي أُعَلِّمُ فَنِّيْ كُلَّ مَنْ جَاءَ بَعْدِيَا فَفِيْ الفَخْرِ عَلَّمْتُ ابْنَ كُلْثُومَ فَخْرَهُ وَعَنْتَرَةَ العَبْسِيّ أَهْدَيْتُ سِيفِيَا وَفِيْ العِشْقِ دَرَّبْتُ امْرَأَ القَيْسِ مِثْلَمَا أَتَى بَعْدَهُ قَيْسٌ لِيَعْشَقَ مِثْلِيَا وَمِنْ حِكْمَتِيْ قَدَّمْتُ طَرْفَةَ لَلْوَرَى وَأَعْطَيْتُ زُهْدِيْ البُحْتُرِيْ وَالمُعَرِّيَا وَلَمَّا أَصَابَ الشِّعْرُ مِنِّيْ مُرَادَهُ وَجِئْتُ إِلَى العَصْرِ الحَدِيثِ بِنَفْسِيَا رَفَعْتُ لِوَاءَ الشِّعْرِ فَوْقَ مَنَارَتِي وَسَلَّمْتُهُ بَعْدِيْ لِشَوْقِيْ وَإِيْلِيَا .. فَلَا تَتْبِعْ غَيْرِيْ وَلَوْ كُنْتُ أَدَّعِي حَقِيقَةَ أَمْرٍ عِشْتُ أَحْسَبُهُ بِيَا فأَنَّى لِمثْلِيْ يُدْرِكُ اليَومَ نُورَهُمْ وَفِينَا سَمِيرُ الشِّعْرِ مُكْتَمِل الضِّيَا لَقَدَ حَازَ مَجْدَ الأَوَّلِينَ بِعَزْمِهِ وَأَصْبَحَ فِينَا أُمَّةَ الشِّعْرِ مُفْتِيَا هُوَ الشِّعْرُ أَوْحَى لِيْ فَثَارَتْ خَوَاطِرِي وَصَدَّقْتُ أَنَّيْ نُلْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَا فَرُبَّ فَتَىً يَعْتَدُّ حِيْنًا بِنَفْسِهِ يَرُومُ مَقَامًا ظَلَّ لِلرُّوحِ مُغْرِيَا




رد مع اقتباس

