رذاذُ الشِّعْرِ
:
د. محمد عاصي
:
رذاذ الشِّعرِ إنعاشٌ لقلبي
ولا كالشعرِ فنٌ؛ إيْ وربي
على عرشِ البيانِ يُرى أميرًا
إلى قلبِ الحبيبِ بريدُ حبِّ
له النسماتُ تسري في الحنايا
تحيلُ المرء من قالٍ لصَبِّ
تلقفُه القلوبُ فيحتويها
ومظهره على ثغرٍ وهُدْبِ
ومن قلمِ الحكيمِ يسيلُ صفوًا
فتولّدُ حكمةٌ للعقلِ تَسْبي
إذا جاءت على وزنٍ مقفًى
فقد حفظ الزمانُ بغيرِ ريبِ
وخذ مثلا إذا ما شئتَ؛ حيًّا
يردده المعلمُ والمربِّي
(شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي)
ولا أدري لجهلي أم لذنْبي
(فأرشدني إلى تركِ المعاصي)
ففعلُ السوءِ يُظلِمُ كل درْبِّ
(وأخبرني بأنَّ العلمَ نورٌ)
ونورُ الله يُهدى للمحبِّ
ونورُ الله للعاصي دواءٌ
وعفو الله يسترُ كلَّ عيبِ
وشعرٌ في كتابِ الحبِّ نورٌ
يُريحُ القلبَ، يُذهبُ كلَّ كَرْبِ
ومن رضيَ البيان بغير شعرٍ
كمن فقد العتادَ بغير حرْبِ
ولا يُنبيك عن خُلُقٍ وخَلْقٍ
كشعرٍ صادقِ الخلجاتِ عذبِ
وكِذْبُ الشعرِ لا يُنبي بخيرٍ
وسَهْمُ الشِّعرِ لايعلو بكذبِ
سلامًا يا بحورًا صافياتٍ
تزيلُ الهمَّ، تروي كلَّ جَدْبِ
على أمواجكِ النغماتُ تحلو
ومن أعماقكِ الغواصُ يَجبي
فتنسجمُ الصدورُ مع القوافي
كذا نبعُ القصيدِ مع المصبِّ
يناديني صفي الشعر هيا
وكن – ما دمت ذواقا - بقربي
وهل من منصف يدعوه شعر
لمأدبة القريض ولا يلبي ؟