مدٌ وجزْر


شعر: د. محمد عاصي


لحظٌ يحرِّكُ ساكنَ الخَلَجاتِ
وبه يثورُ توازني وثَباتي
ويُحيلُ بوْحي للجمالِ وسحْرِه
فيعودُ وهْجُ الشَّوقِ للكلماتِ
وتذوبُ فيه مَشاعري وخواطري
وله تبوحُ بسرِّها نَفثاتي
ويُعودُ للقلبِ المُعَنّى نبْضُه
ويَردُّ إكسيرًا ذَوَى.. لِحياتي
فكأنه قبسٌ لعَيني قدْ بدَا
ليزيحَ حيْرةَ تائهٍ بفَلاةِ
وكأنه عِطرٌ لأجملِ وردةٍ
تهفو إليه نواضِرُ الفتياتِ
وكأنه يحْوي الصباحَ بطُهْره
أو وَشْوَشاتٌ من صَدى الهمسَاتِ
وكأن فيه البلْسمَ السِّحريَّ لوْ
مسَّ الفؤادَ تبَخَّرتْ أنَّاتي
عذْبٌ رقيقٌ؛ لو يُداهمُنا النَّوى
لتكالَبتْ حُرَقي على بَسماتي
في قُرْبه لا أشْتكي من غُربةٍ
وإذا اغْتربتُ فقد مَلَلتُ شِكاتي
يا قِبْلةَ الحبِّ المُراقُ بها الهَوَى
حَجَّتْ إليك بطُهْرِها نَبَضاتي
إن غبت عني فالفؤادُ مُضَيَّعٌ
وتتوهُ في درْبِ العَنا خُطواتي
وإذا خَبَتْ يومًا شُموسُكِ أُطْفئتْ
كلُّ النّجومِ وأظْلمتْ حَدَقاتي
وتَصبُّ في فِكَري خَيَالاتٌ أـتتْ
بالسُّهْدِ؛ ترسمُ وقْعَها زَفَراتي
وأراه يَرْوي تحت عَيْني وَشْمَه
فتضيعُ بين ظِلالهِ قَسَماتي
ويُرى فُؤادي بالهُمومِ مُثَقَّلا
كالطَّيرِ مشْدودًا بلا رَحَماتِ
والصَّمتُ يركضُ في حَنايا أضْلُعي
وتغيبُ تحت صَهيلِه نَبراتي
وتضيعُ أحلامُ الأحبّةِ إنْ كَبتْ
خيْلُ الحبيبةِ وارْتضتْ بفُتاتِ
لا باركَ اللهُ الطغاةَ وجُندَهم
وحمَى دياري من قَذَى النَّزواتِ
وارتدَّ سهمُ المجرمينَ لنحْرِهم
من دون إبْطاءٍ .. ولا إفْلاتِ
وغَدت بلادي ترْتقي نحو العُلا
وبَدَتْ بأجْملِ مَظْهرٍ وسِماتِ