الحمامة الكسيرة
(الحمامَةُ ... شاطيءٌ هاديء في مِنْطقة الجبل الأخضر بشرق ليبيا، يتميز بأنه مُكَوّنٌ من جزئين ...الأول منطقةٌ رمليةٌ ناعمة، والثاني منطقةٌ صخريَةٌ غاية في الروعة، كنا نستمتع بهما معا، في فترة إقامتنا بمدينة البيضاء، وفي آخر زيارة له وجدنا أن المنطقة الصخرية تم الاستيلاء عليها وأقيمت أسوار مرتفعة حولها وبوابات ضخمة غاية في الإحكام مغلقة، وعليها حراسةٌ مُشَدَّدَة. وبالسؤال تبين أن هذا الجزء أصبح يخَصُّ الأخ القائد، فكانت صدمتنا ... وكانت هذه الأبيات)
شعر: د. محمد عاصي
|
كُسِر الفؤادُ على جَنَاحٍ قد كُسِرْ |
|
|
لِحَمَامَةٍ كانتْ مِثَالَ جَمَالِ |
تَخَذَتْ لها عُشًّا على شَطِّ الْهوى |
|
|
عاشتْ بِهِ في حُلَّةِ المُخْتالِ |
عَرفَتْهُ من قِدَمٍ ولم تلْحَظْ بِهِ |
|
|
إلا هُدوءًا فَاقَ كُلَّ خَيَالِ |
فتحتْ جَنَاحَيْها لِمَوْجٍ أبْيَضٍ |
|
|
تاهَتْ على الدُّنيا بِفَرْطِ دَلالِ |
أسَرَتْ قُلوبًا مثلَ قَلْبي نحوَها |
|
|
فأتتْ إليها عَبْرَ شُمِّ جِبَالِ |
فبِصُحْبَةِ الكُرَمَاءِ من أهْلِ الصَّفا |
|
|
آتي وقلبي هَائمٌ، وعِيَالي |
كانتْ لعُشَّاقِ الطبيعةِ قِبْلَةً |
|
|
وغَدَتْ لَهُمْ في عُدَّةِ الأَطْلالِ |
فجَناحُ صَخْرٍ غَالَهُ سَهْمُ الرَّدَى |
|
|
والحُزْنُ يَقْطُرُ مِنْ جَناحِ رِمَالِ |
وغَدَتْ حَمَامَتُنَا تَئِنُ لُجُرْحِها |
|
|
تَشْكو ضَرَاوَةَ صَائدٍ مُحْتالِ |
والعاشِقونَ قلوبُهم قَدْ هَزَّهَا |
|
|
ما حَلَّ من بُؤْسٍ بِها وهُزَالِ |
والصائدون تراهمُ في غِيِّهم |
|
|
يَتَشَرْنقون بسطوةٍ وبمالِِ |
عَجَبًا لهمْ من فِعْلِهمْ ياويحَهُم |
|
|
يوْمَ الحِسابِ ومَعْرِضِ الأَعْمَالِ |
|
|
ليبيا - البيضاء في 20/07/2008