كُنتُ أَعْبُرُ الحَيَاةَ بِخِفَّةِ طَائِرٍ لَا يَثِقُ بِالأَرْضِ.
أَرْتَقُ شُرُوخِي بِالإِيمَانِ، وَأُقَابِلُ القَسْوَةَ بِالصَّمْتِ،
وَأُرَبِّتُ عَلَى كَتِفِي كُلَّمَا مَالَتْ بِي الذَّاكِرَةُ.
لَمْ أَكُنْ هَشَّةً...
كُنتُ فَقَطْ وَحِيدَةً بِمَا يَكْفِي لِأُخْفِيَ انْهِيَارِيَ بِابْتِسَامَةٍ مَائِلَةٍ،
وَأُغْلِقُ صَدْرِي عَلَى زِحَامٍ لَا يُرَى.
وَحِينَ تَهَشَّمْتُ،
لَمْ تَكُنِ النَّدْبَةُ القَدِيمَةُ سَبَبًا،
وَلَا الحُزْنُ الغَائِرُ فِي الطُّفُولَةِ،
بَلْ كَانَتْ وُجُوهًا تَعَرَّفَتْ إِلَيَّ...
لَكِنَّهَا لَمْ تُبْصِرْ قَلْبِي.
أُولَئِكَ الَّذِينَ كَسَرُوا الضَّوْءَ فِي دَاخِلِي،
ثُمَّ تَسَاءَلُوا بِدَهْشَةٍ: "كَيْفَ اعْتَمْتِ هَكَذَا؟"
كُنتُ بِخَيْرٍ...
إِلَى أَنْ مَرُّوا عَلَيَّ كَأَعَاصِيرَ لَا تَعْتَذِرُ،
وَتَرَكُونِي كَجِدَارٍ بَاكٍ فِي مَشْفًى،
لَا يَمْلِكُهُ سِوَى الصَّمْتِ.