هذه قصيدة كتبتها قبل سنوات أبان حصار غزة الخانق الجائر ..

والشكر للأخ محمد حمود الحميري للتذكير بها..



حِـصَـارُ غَــزَّةَ لـلتَّمْكِينِ إِشْـعَارٌ
وأهـلُ غَـزَّةَ رغْـمَ الـسِّجْنِ أحرارُ
شـبابُ غـزَّةَ آسَـادُ الـشَّرَىَ نُجُبٌ
حَـامُوا الشَكِيْمَةِ إِنْ هَبُّوا وإِنْ ثَارُوا
بَاقُوْنَ للأرْضِ كالأوْتَادِ في شَمَمٍ
كالألفِ وَاحِدُهم عَزْمٌ وإصْرَارُ
أطـفالُ غَـزَّةَ فـي الميدان كم لهُمُ
مَـعَ الـعَـدُوِّ حِـكَايَاتٌ وأخـبارُ
قـد فـارقوا اللهو والـلذات أجمعها
ما عاد يطربهم لحن ومزمار
شـيـوخُ غـزَّةَ إِنْ دَارَتْ دوائـرها
سـلاحهم فـي بـني صـهيون هدّارُ
نـساؤهم كـالجبالِ الـشُّمّ شَـامِخَةً
وعـزمُهُنَّ كـَحدِّ الـسَّيفِ بتّارُ
قـد خُـيّروا بـين مُـحْتَلٍّ وعُصْبَتِهِ
وطـيّبِ الـعيشِ عـندِ الله فاختاروا
كـم حَدَّثُوا النَّاسَ لكِنْ لا مُجِيْبَ لَهُم
وأخـبـروا وكـأنَّ الـعُرْبَ أحـجارُ
وكم تساءل في الأنحاء من فَطِنٍ
وجُرْحُهُ مُسْخَنٌ وَالدَّمْعُ مِدْرَارُ
مـاذا دهـى أمـة المليار إذ تركت
أصُولَ مـيراثها فـانتابها الـعارُ
هـَلْ اكْتَفَيْنَا بِشَجْبٍ بَعْدَمَا اسْتُلِبَتْ
دِيَارُنَـا وَغَـزَاهَـا ثَمَّ أشْرَارُ
ألـم نَكُنْ سَادَةً فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ
ألـم تُـصَغْ مِـن دُرُوبِ الـعِزِّ آثارُ
أيـن الـمثنى وسـَعْدٌ والألى وهبوا
أرْوَاحَهُم فَغَدَوْا في الكَوْنِ أَحْرَارُ
بـاعوا نـفوسهم لـله واسْتَبَقُوا
لأكرم الرُّسْلِ أعوانٌ و أنـْصَار
أولـئك الـقَوْمُ لا قَوْمِي الأُلَى هَتَكُوا
سُتُورَهُمْ وتَمَطَّى فِيهم الـجَارُ
أرْخَوا ذِمَـامَ حَيَاةٍ مِلْؤُهَا وَهَنٌ
وأخـفضوا الرأس للأعداء وانهاروا
أمـا سَـمِعْتُمْ بَنِي المِلْيِارِ عَنْ خَبَرٍ
سـَارَتْ به في نَوَاحِي الأرْض أشعارُ
يـَوْمَ اسـتغاثت فتاةُ الطُهْرِ صَارِخَةً
هَـلـُمّ مـعـتصماً فـالكفر غـَدَّارُ
هاجَتْ جُيوشٌ وَمَاجَتْ وامَّحَتْ فَرَقَاً
وجـَيشُ مـُعْتَصمٍ فـي الأرض جَرَّارُ
والـيوم تـبكي عَذَارَى دُونَ مُنْتَفِضٍ
كـأنَّمَا الـعُرْبُ آرَامٌ وأَظْآرُ
لا تـنفقي الـدَّمَع يـا أُخْتَاه ليس لنا
عِـزٌّ تـَبـقّى هـُنا كـلا ولا ثـَارُ
فُصُولُ قِصَّتِنَا آهٌ مـُبَعْثَرَةٌ
يـَسُوقُها فـي لـيالي الـقَهْرِ ذَمّـارُ
بِتْنَا عَلَى الضَّيْمِ أصْفَارٌ يـُحَرِّكُها
زَيْفُ العَدُوِّ وَدِيْنَارٌ ودُوْلارُ
أوْصَالُنا مُزِّقَتْ بالذُّل حِيْنَ غَدَا
مِليارُنا فـي نـَوادِي الـتِّيْهِ سُـمّار
فـهل تـُرَى بـَعْدَ هـذا نَنْتَشِي طَرباً
أمْ هـَلْ تـُصَاغُ لَنا فِي الفَخْرِ أَشْعارُ



إطلالتكم تبهجنا ...