انسحاب


أنانِيٌّ كما أنتَ
ومغرورٌ وجبارٌ.. وفيكَ قساوةُ الدنيا.. وإنْ لِنْتَ


أنانِيٌّ..
وما عادتْ.. تَنَزَّلُ بي ملائكةٌ مِنَ الصبرِ
فَقَدْ أبْدَلْتَها بِعنادِكَ الأكبرْ..
مساحاتٍ من القهرِ

وقد علمتَني درساً عنِ الجبروتِ والقوةْ
وقد حوَّلْتَ ما قدْ كان بي ليناً.. إلى قسوةْ
أليستْ عِشْرةُ الأقوامِ أياماً... تُبدّلُ في طبائِعِنا؟
فنغدو غيرَ ما كُنّا
ونُشْبهُ مَنْ نُعاشِرهُمْ.. ونصبحُ مثلَهُمْ عنوةْ؟


أنانِيٌّ
وقد أعلنتُ أنّي اليومَ أبْرأُ مِنْ حماقاتِكْ
وأهربُ منكَ.. مِنْ حبسي
أحاول أنْ ألملمَ بي شتاتاً أنت صانعُهُ..
أحاول أنْ أفرَّ اليومَ في شوقٍ إلى نفسي


أنانِيٌّ
جنيت اليوم يا هذا على نفسِكْ
فَعِشْ دوني.. وأخْرِجْني –إنِ اسْطَعْتَ-.. مِنَ الأفكارِ في رأسِكْ
سأبقى دائماً حلماً..
أتاكَ فَلَمْ تُطِلْ نوماً
ومهما عُدْتَ للنومِ..
فَلَنْ آتيكَ حتى معْ دُموعِ الأوْبِ والندمِ
فَعِشْ دوني..
إذا كانتْ حياتُك دونَ إطلالي بها عَيْشاً..
وَعِشْ واندمْ


أنانِيٌّ
وفيكَ قساوةُ الدنيا.. وإنْ لِنْتَ
وقد نَضبتْ ينابيعُ الهوى عِندي
فَدَوّنْ كُلَّ أخطائي كما شئتَ
أعِدْ دوماً كتابَتَها
وضَخّمْها
عساكَ بها.. تواسي روحَكَ الثّكلى
فَمِنْ بَعدي..
وفي بُعْدي...
ستصبحُ في أمَسّ القهرِ والندمِ
وتصبحُ كائناً مَيْتاً..
وإنْ عشتَ!



مي