المعطف


انظــــر الــى الأيام شزْرًا واقتف ِ
نهج الذي نقَـَض الغـرام ولم يفِ
------- إنّ الوفــــــــاء قرينة ٌ لجــدودنا
-------- شتّان بين الطبــع ذاكَ وموقفي
لا ترجُ من أيامـك الرجعـى ولا
تعتبْ على الأيــــام مهما تنكفي
-------- أنعم بذي الأزهار تنشرُ عطرَها
-------- وانظر إلى النّـوّار يظهرُ يختفي
لا تشكُ همّـك للقـــريــب فإنّــــه
عند اشتداد الحـزن أولُ مشتفي
-------- الأقــربون من القلوبِ ترحـّلوا
--------- والأبعـدون تقـرّبـوا بتخلـّفي
يا دار عـــودي للخوالي وقتما
بمـواكب الخـــلاّنِ كنا نحتـفـي
--------- سائلتُ أين الساكنين وروشهم
---------- كالنحلِ في ظلّ ٍ ظليل مورف ِ
أو كالنجومِ الساريات على السما
تهــدي إليهـــا نظـرة المتلهّف ِ
------- خرستْ معالمُها صموتٌ صوتها
-------- إلاّ نــوافـــذُهـا أنيـــنَ المعـزف ِ
تبكي وليت نشيجهـــا كبكائـنا
بل جفّ دمع ُ نباتِها والحرشف ِ
-------- البــــومُ ينعبُ والعناكبُ فرّختْ
------ في ربعها المشؤمِ أغربُ متحف ِ
العـِينُ تاركـــة ٌ بُنى أحلامهــا
إلاّ بريقـًا مــن بقايــا معطـف ِ
------ يا معطف الريــم الموشّى أين هيْ
----- وعطورها الأشذى وطيب المرشف ِ
أسفي على مَن كنت ألحفه دُجى ً
فلقــد ظننتُ قرنفــلاً في ملحفـي
---------- أبلغْ بني الآرامِ أنّ عطورهـــا
---------- لا زال ينفحُ بين جنبي المُتلف ِ
ولكم سترتُ الخـَودَ وقت منامها
بـدرًا تجلـّتْ فــي أفــولٍ أشرف ِ
--------- لمّــــا وقفتُ على الديار تدفقتْ
------- حممُ الجوانح من مسارب أحرفي
نهضتْ صخور الدارِ وانكفأت على
فيض المشاعر وانتداب المدنف ِ
--------- وكذا الخـرابُ إذا تناول موطنًا
------ هجر الهوى‘أبكى ضمير المُرهفِ
مذ بات صوتُ الشؤم في عرصاتنا
صرنا شتـــاتًـا كانـهيــار الأسقف ِ
--------- يدلونَ فـوق حطامنا بشوائهم
-------- حتى تفرعنَ كلُّ نـــذل ٍ مترف ِ
ضحكوا على صبياننا‘ ونسائنا
هُرعى إلى النخّاسِ فوق الأرصفِ
-------- القتل والتهجيـــر بين فصولنا
-------- لُعبُ الدهاةِ على مسارح جُلّف ِ
انظـــر إلى وطني الكبير ودائــه
كالعُـرّ يظهـرُ تـارة ً أو يختفــي
-------- عـودي إلى الأمجـادِ يا عربيتي
------ إنْ عدتِ يرجـع ْ كل خيرٍ مخطفِ
****