إلى لبنان سَمَتْ أطلالُها .فهوى حزينا
يُذرِّفُها يظنُّ بهـــا شفــــــاءً وتزرعُ حيثُما عَبرتْ أنينا
فليس لها. وليس له خلاصٌ كحرِّ النارِ ظلَّ لها رهينا
وكم حــرٍّ تقاذَفَــهُ لظاهـــا فيزجرها وتسلبه السُكونا
فخلوني لها أصبو وتصبو فـقـدْ آلـتْ بـألا تسـتكينــا
فموطنُها إذا خفيتْ بقلبي وإنْ ظهرتْ يَظلُّ لها مَكينا
ومَنْ يعشقْ ذرى العَليا يُذلِّلْ لوطأتِها الحياة َ ولن تلينـا
فإنْ تسألْ علام َ وفيمَ سحَّتْ فَسَلْ لبنانَ أرض الخالدينا ؟؟
علامَ تُساقُ للحدباءِ طُـــرًّا و فيمَ تُضاجعُ الموتَ المبينا ؟؟
علامَ يُبادُ أطفالٌ ودورٌ ويُنكرُ ما اعتراها الناظرونا ؟؟
تلاحقها المَصَائبُ والرزايا كما تَبِعَ الجَمَالَ السائحونا
فلا تبحثْ بها عن وحيِ شادٍ فليس سوى أنينِ الراحلينا
بها صوتُ البلابلِ نائحاتٍ وأسرابُ الطيورِ مُهاجرونا
فقبلاتُ النسيمِ بها دُخَانٌ و وجهُ النارِ يُقصي الياسمينا
فهذا الليلُ شيَّعَ كلَّ بادٍ وذاكَ الصبحُ ينعى الظاعنينا
كأنَّ الأرضَ للرائين روضٌ و أفواج القذائفِ لاعبونا
فلمْ تجزعْ لشكواهم قلوبٌ و لم تقنعْ وفودُ الظالمينا
طوتْ بيداؤنا خجلا يديها كما ارتدتْ ديارُ الفاتحينا
فبتنا نحتسي الآلامَ حتى تَشَرَّبْنا الخَنا مُسْتسلمينا
فيا لبنانُ يا لحدَ الأعادي ويا مهدَ الأسودِ الباطشينا
تمادي في الصمودِ ولا تُراعي ولا تلوي لدى الغربِ اليمينا
وسُـلّي السيفَ وامتشقي المنايا و لا تستنجدي بالمُذعنينا
فإمَّا أنْ تحوزي دارَ خُلْدٍ على نهجِ الهُداةِ المُرسلينا
وإمَّا أنْ تحوزي النصرَ رمزًا تطوفُ به النصارى صاغرينا
إليك الله أشكو ضيقَ نفسي وذُلا دَكَّ مَجْدَ المُسلمينـا
فما لي جنة ٌ في الأرضِ تُنسي ولا كفّا لردِّ الغاصبينا
وما لي غيرُ آمالي لعَجْزي وما أرجوه سحقُ المُعــتدينــا
و حسنُ الظنِّ في ربٍّ رحيمٍ رؤوفٍ بالعبادِ المؤمنينا
21/7/1427ه محمد الحسين الزمزمي
رجال ألمع