مَنْ أَنْتِ كَيْفَ أقُوْلهُاَ وإِلى مَتَى سَتُعَـاتِبينْ
أَنَا ما عَهِدْتُكُ هَكذا بَعْدَ الجَوى لا تَشْتَكِيْنْ
كَلَا وَلَمْ أَقْرَأْ حُرُوْفَـكِ إَنَمَا قَــَرأَ الوَتِيْنْ
هَلْ تَذْكُرِيْنَ اللَيلَ يَشْرَبُ حُزْنَنَا هَلْ تَذْكُرِيْنْ
والبَحْرُ يُطْعِمُنَا أَساً مِنْ جَمْـِر آلامِ السنِـينْ
والمَوْجُ يُغْرِقُنَا فَنَضْحَكُ ثُمَّ يَغْزُوْنَا الحَنِــينْ
والصُبْحُ يَلْثُمُنَا فَنَبْدُو مِنْ ضَحَايَا العَاشِقِـيْن
مَنْ أَنْتِ قُوْلِي لَسْتُ أُوْمِنُ أَنَّ قَلْبَكِ لَنْ يَلِيْنْ
يا دَمْعَةَ الحَرْفِ الذي أَهْوَاهُ يا وَرَقِيْ الحَزِيْنْ
في عَينكِ الحَورا كتابٌ فيهِ أَسْرارُ العُيونْ
والوَجْهُ منْكِ كَأَنَّهُ بَدْرٌ تُغَازِلُهُ الجُفُـوْنْ
والصَوْت وَاها قَدْ بَدا عَزْفٌ تُعَانُقُهُ الشُجُوْنْ
وَإِذا مَشَيْتُ فَنَسْمَةٌ تَصْبُوْإلى تِلْكَ الغُصُوْنْ
وَفُؤَادُكِ المِعْطَـاءُ يَخْفِقُ لا تُخَالِـطُهُ المجُوْنْ
وَحِجَابُكِ الَمَزْيُوْنُ يَخْجَلُ مِنْكِ يَا هَذِيْ المَصَوْنْ
مَاذَا جَنَيْتِ بِخَافِقِيْ وَيَرَاعِيَ المَجْنُــونْ