|
يمرّ العيد |
شعر: مريم العموري |
يمرُّ العيـد فـي قلبـي وجرحُ القلـب غنّـــاهُ |
يمرُّ العيـدُ فـي وطنـي على أشـلاء قتـــلاهُ |
على طفلٍ يروّي الزهرَ يُغـدِقُ فـي عطايـــاهُ |
على شيخٍ يواري الدمعَ عمّـن جـاء ينعــــاهُ |
جثا رَعِشَاً يلملـمُ مـا تبقّـى مـن بقايـــاهُ |
فهـذا "آخـر العنقـودِ" عنـدَ أخـيــهِ واراهُ |
يمـرُّ العيـدُ فـي الزنـزانِ يلقـى مـن تمـنّــاهُ |
فأبهتهُ ظـلامُ السجــنِِ والــجــــلادُ والآهُ |
وجرحٌ هاجَ في جسد الأبـيِّ، لظـىً، فأوهـــاهُ |
وأما الـروحُ ما فتئـتْ تـردِّدُ فـي حنايــــاهُ: |
إلهي أنـت لـي أمـلٌ |
فكن للقلب سُكنـــاهُ |
إلهي أنت لـي شـوقٌ فمـــن إلاك ربّـــاهُ |
وكفكفَ دمعَهُ العيـدُ وبعض الدمعِ أشجـــاهُ |
أيبكي العيدُ في العيـدِ وبالبشـرى عهدنـــاهُ |
فمـا للعيـدِ محـزونٌ وأيُّ الأمـر أبـكـــاهُ؟ |
أنا يا صاحِ لا أبكـي شهيداً قـد فقدنـــاهُ |
ولا أبكي الكَمِيَّ الحـرَّ حين الذِّكـرُ نجـــواهُ |
ولكني بكيـتُ العبـدَ تُثقـلُـهُ خطـايـــاهُ |
مضى رمضانُ في عَجَلٍِ وما بالذِّكـرِ أرســــاهُ |
ولا أحيـا لـه ليــلاً ولا فجـراً فصـــلاّهُ |
ورغـم التيـهِ والنُّكـرانِ خالَ العيـدَ يرضـــاهُ! |
أنا أرضى لمن أرضـى إلهـاً بـات يخشــــاهُ |
أنـا بُشـرى لقـوّامٍ بجوف الليـل نجــــواهُ |
أنـا للطفـلِ أمنيـةٌ فيهوانــــي وأهــواهُ |
أنا للخيرِ أنّـى كـان بالأحضـانِ ألـقـــاهُ |
فهل يا صاحِ تذكـرهُ إذا ما غـابَ ذِكــــراهُ |
نعم يا عيدُ، أنت الخيرُ |