قصيدة كتبها الأستاذ/ إبراهيم حلمي في عام 1996
آن الأوان لها أن ترى النور
ورحم الله الشاعر

القَصِيدَةُ المُبَارَكِيَّة

1. هُوَ المُبَارَكُ لا تَعْجَبْ وَلا تَسِلِ فَحِكْمَةُ اللهِ فَوْقَ العَقْلِ وَالعِلَلِ
2. فَصُمْ وَصَلِّ وَحِجِّ البَيْتَ مُعْتَمِرًا الرِّزْقُ لَيْسَ بِإيمَانٍ وَلا عَمَلِ
3. عَلَى يَدَيْهِ يَسُوقٌ اللهُ آيَتَهُ لِيَهْتَدِي كُلُّ مَنْ لَمْ يُهْدَ بِالرُّسِلِ
4. إنَّي عَيِيتُ وَلَمْ أعْرِفْ لَهُ مَثَلاً إنْ كُنْتَ تَعْرِفُ شَيئًا مِثْلَهُ فَقُلِ
5. أرِيِكَةٌ الحُكْمِ جَاءَتْهُ وَمَا خَطَرَتْ لابْنِ المُبَارَكِ فِي فِكْرٍ وَلا أمَلِ
6. فَمَا سَعَى نَحْوَهَا أوْ رَامَ سُدَّتَهَا أوْ هَمَّهُ أمْرُهَا أو بَاتَ فِي شُغُلِ
7. ألْقُوا العِصَّى فَلَمْ يَلْفُوا لَهُ مَثَلاً فِي حَاضِرِ النَّاسِ أوْ فِي الأعْصُرِ الأُوَلِ
8. فَآثَرُونَا بِهِ سَيْفًا يُحَارِبُهُمْ وَآثَرُوهُ بِشَعْبٍ جَدَّ مُمْتَثِلِ
9. ثَلاثَةٌ لَبِثُوا فِي الكَهْفِ دُونَ هُدًى وَكَانَ رَابِعَهُمْ زَالُوا وَلَمْ يَزُلِ (1)
10. قَدْ عَاشَ فِي الجَوِّ فَانْبَتَّتْ أوَاصِرُهُ عَنْ أرْضِهَا فِي مَقَامِ الخَوْفِ وَالوَجَلِ (2)
11. مَاجَتْ بِأحْدَاثِهَا مِصْرٌ فَلَمْ يَكُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ أوْ مِنْ أوْلِيَاءِ عَلِي
12. هُوَ الضَّحُوكُ وَقَدْ بَانَتْ نَوَاجِذُهُ وَأرْضُنَا تُشْتَرَى بِالنَّقْدِ وَالأجَلِ
13. وَمَا يُبَالي إذَا ضَاقَتْ وَإنْ مُلِئَتْ مِنْ حَولِهِ مِصْرُ بِالحَيَّاتِ والشِلَلِ
14. وَإنْ تَبَسَّمَ شَاعَتْ فِي مَلامِحِهِ بَرَاءَةُ الطِّفْلِ بَعْدَ الرِّيِّ وَالبَلَلِ
15. وَإنْ دَهَتْ مِصْرَ دَهْيَاءٌ فَلَيْسَ لَهَا إلا المُبَارَكُ يَلْقَاهَا عَلَى جَمَلِ (3)
16. هُوَ العَبُوسُ عَلَى لا شَيءَ يٌعْبِسُهُ إلا لِيَبْدُو عَمِيقَ الفِكْرِ وَهُوَ خَلِي
17. تَرَاهُ مُنْفَعِلاً فِي غَيْرِ مُشْكَلَةٍ وَفِي المَشَاكِلِ يَبْدُو غَيْرَ مُنْفَعِلِ
18. وَإنْ زَوَى حَاجِبَيْهِ أوْ بَدَا دَهِشًا فَلَيْسَ ثَمَّةَ مَا يُغْرِيكَ بِالجَدَلِ
19. بَحْرٌ لَدُنِّىُ فِي عِلْمٍ وَفِي أدَبٍ تَضِلُّ فِيهِ فُهُومُ الخَلْقِ وَالمِلَلِ
20. يُرِيكَ مَا لا يَرَاهُ العَقْلُ فِي نَظَرٍ كَأنَّ فِي مُخِّهِ شَيئٌ مِنَ الحَوَلِ
21. أفْعَالُهُ بِحُرُوفِ النَّفْي قَدْ قُرِنَتْ مَا بَينَ كَلاَّ وَلا لَنْ لَمْ بَلَى وَبَلِ
22. هُوَ الرِّيَاضِيُّ يَقْضِي اليَوْمَ فِي تِنِسٍ وَفِي اسْكِوَاشٍ بِلا ضِيقٍ وَلا مَلَلِ
23. مَا حَلَّ فِي مَلْعَبٍ إلا وَقَدْ مُنِيَتْ أوْلادُنَا بِعَجِيبِ النَّحْسِ وَالفَشَلِ
24. هُوَ البَرِيءُ الذِّي قَدْ قُدَّ مِنْ دُبِرٍ قَمِيصُهُ وَقَمِيصُ الشَّعْبِ مِنْ قُبِلِ
25. تَحَارُ فِي فَهْمِهِ الأفْكَارُ مَا انْصَرَفَتْ إلَيهِ إلا أُصِيبَ العَقْلُ بِالخَبَلِ
26. ألفَاظُهُ دُرَرٌ ألحَاظُهُ غُرَرٌ وَالصَّوْتُ حُلْوٌ بِلَحْنِ العَمِّ سَامِ طَلِي
27. إنْ قَالَ مُنْبَهِرًا أوْ صَالَ مُنْذَعِرًا فِي مَشْهَدٍ مِنْ عُيُونِ القَوْمِ مُكْتَمِلِ
28. ضَرَبْتُ كفًّا عَلَى كَفٍّ وَقُلْتُ لَهُ يَالَيْتَ أنَّكَ لَمْ تَنْبِسْ وَلَمْ تَصُلِ
29. هُوَ الصَّرِيحُ الذِي لا سِرَّ يَحْجُبُهُ كَالنَّهْرِ شَفَّ عَنِ الحَصْبَاءِ والوَحَلِ
30. هُوَ المُطِيعُ الذِي مِنْ فَرْطِ طَاعَتِهِ تَقُودُهُ يَدُ رَاعِي الشَّاءِ وَالإبِلِ
31. هُوَ الدَّقِيقُ العَمِيقُ الفِكْرِ فِي بَصَرٍ فَلَيْسَ تُخْفَى عَلَيَهِ الشَّمْسُ فِي الطَّفَلِ
32. غَلا الغُلاةُ فَقَالُوا مِنْ طَهَارَتِهِ أنْ جَاءَ مَوْلِدُهُ فَقْسًا بِلا حَبَلِ
33. أنَاتُهُ فِيهِ تَنْفِي أنَّهُ بَشَرٌ فَاللهُ قَدْ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَجَلِ
34. دَارَ الزَّمَانُ بِمِصْرٍ فَهْوَ حَاكِمُهَا وَعَادَ تَقْدِيسُهَا لِلْعِجْلِ والجُعَلِ
35. قَصِيدَتِي لَسْتِ مِنِّي كَيْفَ طَاوَعَنِي شِعْرِي فَأنْشَدَ أبْيَاتِي عَلَى طَلَلِ
36. قَدْ تَرْجُحُ المُتَنَبِّي فِي رَوَائِعِهِ لَكِنَّهَا حِلْيَةٌ لَيْسَتْ عَلَى بَطَلِ
37. مَا قِيمَةُ العِقْدِ إنْ صِيغَتْ لآلِئُهُ عَلَى جَبِينِ مَنَاةٍ أوْ عَلَى هُبَلِ
38. أَكُلَّمَا ضِقْتُ مِنْ شَيْءٍ وَأرَّقَنِي فَزِعْتُ مِنْهُ إلَى مُسْتَفْعِلِنْ فَعَلِ
39. أنْفَقْتُ وَقْتِي فِيمَا لا غِنَاءَ بِهِ وَضَاعَ شِعْرِي بِشَخْصٍ غَيْرِ مُحْتَمَلِ
40. إذَا نَثَرْتُ عَلَيْهِ مِنْ حُلَى أدَبِي فَلَيْتَ أنِّىَ لَمْ أكْتُبْ وَلَمْ أقُلِ
41. وَلَيْتَنِي قُلْتُ فِي وَصْفٍ وَفِي غَزَلٍ وَإنْ مَضَى زَمَنُ التَّشْبِيبِ وَالغَزَلِ
42. أنَا الذِي اخْتَرْتُ إزْجَاءَ القَرِيضِ بِهِ فَمَا نَكِيرِي عَلَى الألْفَاظِ وَالجُمَلِ
43. نَثَرْتُ بَعْضَ ابْتِسَامِي فِي فَوَاصِلِهِ حَتَّى أُخَفِّفَ مَا بِالقَوْلِ مِنِ ثِقَلِ
44. وَقَدْ تَشِي بِأسَى المَحْزُونِ ضَحْكَتُهُ وَيَنْتَشِي جَذِلٌ بِالمَدْمَعِ الخَضَلِ
45. نَحْيَا بِمِصْرَ زَمَانًا لا نَظِيرَ لَهُ فِي حِنْدِسٍ بِظَلامِ اليَأسٍ مُكْتَمِلِ
46. عَامُ الرَّمَادِةِ فِي مِصْرٍ بِلا عُمَرٍ نُغَاثُ مِنْ يَثْرِبٍ بِالقَمْحِ وَالبَصَلِ
47. فَهَلْ جَرَى النِّيلُ فِي بَيْدَائِهَا غَدِقًا وَجَفَّ عَنْ شَاطِئَيْهِ فَيْضُهُ الأزَلِي
48. وَاهًا عَلَى ضَيْعَةٍ بِالخَيْرِ مُتْرَعَةٍ أضَاعَهَا جَشَعُ الحُكَّامِ وَالهَمَلِ
49. أفْنَتْ عَنَاقِيدَهَا أيْدِي ثَعَالِبِهَا وَمَا بَشِمْنَ وَمَا أبْقَيْنَ مِنَ وَشَلِ (4)
50. يَا ابْنَ الحُسَينِ نَوَاطِيرُ البِلادِ غَدَوا سُرَّاقَهَا بِالرُشَى وَالنَّهْبِ وَالخَتَلِ (5)
51. هَجَوْتَ كَافُورَ أسْتَاذًا وَمَوْهِبَةً فَمَا تَقُولُ بِجَهْلٍ صِيغَ فِي رَجُلِ
52. كَمْ ذَا بِمِصْرَ هِجَاءٌ وَهْىَ عَامِرَةٌ فَكَيْفَ وَهْىَ بِلا رِسْلٍ ولا رَسَلِ
53. ضَاقَتْ عَلَى أهْلِهَا الأمْجَادُ فَارْتَحَلوا أنْظُرْ تَجِدْ كُلَّ يَوْمٍ ألْفَ مُرْتَحِلِ
54. قَدْ أصْبَحَتْ لِبَنِيهَا اليَوْمَ طَارِدَةً أيْدِي سَبَا بِقَصِيِّ الأرْضِ وَالسُّبِلِ
55. بَنَتْ بِمَنْ سَامَهَا خَسْفًا وَطَلَّقَهَا فَهَامَ أوْلادُهَا فِي السَّهْلِ وَالجَبَلِ
56. وَعَادَ يَطْلُبُ مِنْهُمْ سَدَّ حَاجَتِهِ وَمَا اعْتَرَتْ وَجْنَتَيْهِ حُمْرَةُ الخَجَلِ
57. البَيْتُ فِي شَرْعِهِ حَقٌ لِحَاضِنَةٍ فَاغْرُبْ يَعُدْ عَامِرًا بِالخَيْرِ وَالأمَلِ (6)
58. مِصْرُ الكِنَانَةِ بَاتَتْ وَهْىَ طَاوِيَةٌ وَالفَقْرُ يَنْهَشُ فِي الأعَرَاضِ وَالمُثُلِ
59. أمُّ الحَضَارَةِ صَيْدٌ فِي حَبَائِلِهِمْ رَهْنَ المَعُونَةِ مِنْ أعْدَائِهَا المُطُلِ
60. يَأتِي الرَّغِيفُ إلَيْهَا وَهْوَ مُؤتَدِمٌ بِمَاءِ وَجْهٍ لَهَا مِنْ قَبْلُ لَمْ يَسَلِ
61. فِي كُلِّ حَبَّةِ قَمْحٍ مَطَلَبٌ عَسِرٌ وَكُلُّ دُولارِ طَعْنُ اللهْذَمِ الخَطِلِ
62. تَحَيَّرَتْ فِي فَمِي الأشْعَارُ وَهْىَ تَرَى مِنْهُ العَجَائِبُ فِي صَحْوٍ وَفِي ثَمَلِ
63. قُصُورُ آلِ عَلِيٍّ لَمْ تَلِقْ سَكَنًا لابْنِ المُبَارَكِ نَسْلِ المُحْتِدِ الأَثِلِ
64. ضَلَّتْ بِأبْهَائِهَا أفْكَارُهُ دَهَشًا فَحَارَ لَمْ يَدْرِ "بُوُلِيتِيكَةَ" الدُّوَلِ
65. فَرَاحَ يَبْنِي لَهُ قَصْرًا ويُبْدِعُهُ لَمْ يَجْرِ فِي خَاطِرٍ مِنْ بَعْدُ أوَ يَجُلِ (7)
66. يَبْنِي القُصُورَ وَقَدْ ضَاقَتْ بِأُمَّتِهِ سُكْنَى القُبُورِ قَرِيرًا غَيْرَ مُحْتَفِلِ
67. يَاسَاكِنِيهَا أجِيبُونِي أمُنْتَقِلٌ عَنْ دَارِهِ مَيْتُكُمْ أمْ غَيْرُ مُنْتَقِلِ
68. سَكَنْتُمُ القَبْرَ أحْيَاءً فَهَلْ لَكُمْ مَثْوَىً يُوَارِيكُمُ فِي آخِرِ الأجَلِ
69. بِسَبْعِ عَشْرَةِ مِلْيُونًا أقَمْتَ بِهَا قَصْرًا تَزَيَّنَ بِالأسْتَارِ والكِلَلِ (8)
70. مَا قِيمَةُ القَصْرِ مَهْمَا كَانَ رَوْنَقُهُ هَلْ قِيمَةُ القَصْرِ إلا قِيمَةُ الرَّجُلِ
71. وَهَبْكَ كُنْتَ بِقَصْرٍ شِيدَ مِنْ ذَهَبٍ فَلَنْ تُغَيَّرُ فِي شَكْلٍ وَفِي خِصَلِ
72. وَلَنْ تَكُونَ بِهِ غَوْثًا وَلا بَطَلاً فِي فِتْنَةٍ عَمَمٍ أوْ حَادِثٍ جَلَلِ
73. وَلَنْ تَكُونَ سُوَىَ "حُسْنِي" بِلا كَذِبٍ وَلَوْ تَعَلَّقَتَ بِالجَوْزَاءِ والحَمَلِ
74. فَلَنَ يَكُونَ حِمَارُ الوَحْشِ قَسْوَرَةً وَلَوْ ثَوَى بِعَرِينِ الضَّيْغَمِ الرَّبِلِ
75. قَدْ نِلْتَ مَا نِلْتَ مِنْ مُلْكٍ وَسَلْطَنَةٍ وَأنْتَ أنْتَ فَلَمْ تَقْصُرْ وَلَمْ تَطُلِ
76. تَقُولُ أنَّ بِنَاءَ القَصْرِ مِنْ هِبَةٍ فَلَيْتَ أنَّكَ فِي فُسْطَاطَ أوْ نُزُلِ (9)
77. وَمَا سَمِعْتُ بِقَصْرٍ شِيدَ مِنْ مِنَحٍ وَعَرْشِ مُلْكٍ مِنَ الإسْدَاءِ والنُّحَلِ
78. كَرَامَةُ العَرْشِ أنْ تَبْنِيهِ أمَّتُهُ لَيْسَ الكَرَامَةُ أنْ تَبْنِيهِ بِالذُّلُلِ
79. يَدٌ تُكَفَّفُ جُودَ المُحْسِنِينَ يَدٌ سُفْلَى رَخِيصَةُ مَاءِ الوَجْهِ والمُقَلِ
80. مَا أثْقَلَ اللهَ أوْزَارًا وَأخْسَرَهُمْ عَطَّلْتَ فِينَا كِتَابَ اللهِ وَهْوَ جَلِي
81. شَنَنْتَ حَرْبًا عَلَى القُرْآنِ بَاغِيَةً وَسُنَّةٍ ثَبُتَتْ عَنْ خَاتِمِ الرُسُلِ
82. أغْرَتْكَ بِاللهِ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا أخْزَاكَ رَبُّكَ فِي حِلٍّ وَمُرْتَحَلِ
83. مِصْرُ التِي بَارَكَ البَارِي كِنَانَتَهَا قَدْ اسْتُبِيحَتْ لِشَرِّ الخَلْقِ وَالنِّحَلِ
84. فِي طُورِ سِينَاءَ أرَضِ الأنْبِياءِ جَرَى دَمُ الشَّهِيدِ كَرَجْعِ العَارِضِ الهَطِلِ
85. لَوْ يَنْبُتُ الدَمُ لاخْضَرَّتْ سَبَاسِبُهَا مِنَ العَرِيشِ إلَى طُورٍ إلَى نِخِلِ
86. هَلْ تَذْكُرُونَ تِلالاً مِنْ جَمَاجِمِهِمْ ضَاقَتْ بِهَا عَرَصَاتُ الطُّرْقِ والحِلَلِ
87. كَانَتْ مَذَابِحُ مِمَّنْ لا خَلاقَ لَهُمْ تَحْكِي البُطُولاتُ فِيهَا مَقَتَلَ البَطَلِ
88. وَرُبَّمَا عَزَّ بِالإقْدَامِ مُنْهَزِمٌ وَبَاءَ مُنْتَصِرٌ بِالعَارِ والخَجَلِ
89. وَمَا اسْتَكَانَتْ لَهَمْ مِصْرٌ بِلِ انْتَفَضَتْ بِجَحْفَلٍ بِنَجِيعِ الثَّأرِ مُغْتَسِلِ
90. حَتَّى إذَا أمِنُوا كَرَّتْ فَوَارِسُهَا مِثْلَ انْتِفَاضَةِ رِئبَالٍ عَلَى وَعَلِ
91. وَانْقَضَّ فَوْقَهُمُ الأبطَالُ إذْ عَبَرُوا بِمَارِجٍ مِنْ رَهِيبِ المَوْتِ مُشْتَعِلِ
92. فَمَا حَمَى خَطُّ بَرْلِيفٍ فَرَائِصَهُمْ فَمُزَّقُوا فِي فِجَاجِ الأرْضِ والقُلَلِ
93. فَكَانَ سَبْتًا عَلَيْهِمْ مَالَهُ مَثَلٌ كَأنَّمَا طَالَعَتْهُ الشَّمْسُ مِنْ زُحَلِ (10)
94. وَكَانَ مَا كَانَ مِنْ غَدْرٍ وَمَجْبَنَةٍ وَمِنْ ضَيَاعِ ثِمَارِ النَّصْرِ بِالغِيَلِ
95. وَاسْتَقْدَمُوا القَائِدَ المَنْصُورَ مُنْكَسِرًا لِلْقُدْسِ يَرْجُو سَلامَ الخَائِفِ الوَجِلِ
96. حَتَّى إذَا فَرَغُوا مِنْهُ بِمَقْتَلِهِ جَاؤوا بِنَائِبِهِ يَزْدَانُ بِالعَطَلِ (11)
97. سَلْطَنْتُمُوه عَلَيْنَا كَي تَدِينَ لَكُمْ خَيْرُ البِلادِ بِلا جُرْدٍ وَلا أسَلِ
98. فَرْخٌ مِنَ الجَوِّ دَرَّبْتُمْ لِيَقْنِصَهَا واللهُ فَوقَ خِبِيءِ المَكْرِ وَالحِيَلِ (12)
99. حَسِبْتُمُ أرْضَنَا صَيْدًا لأذْؤبِكُمْ إذَا وِلايَتُهَا أفْضَتْ إلَى حَمَلِ
100. وَمَا اعْتَبَرْتُمْ بِأيَّامٍ لَهَا سَلَفَتْ وَسَالِفُ القَوْمِ إرْهَاصٌ بِمٌقْتَبَلِ
101. كَمْ جَاءَهَا مِنْ عَدُوِّ آبَ مُنْهَزِمًا وَرَامَهَا قَبْلَكُمْ عَادٍ فَلَمْ يَصِلِ
102. وَكَمْ أُقِيمَ عَلَىَ عَرْشٍ لَهَا صَنَمٌ وَحُورِبَتْ بِصُنُوفِ البَغَي وَالعِلَلِ
103. ثُمَّ انْتَهُوا فَإذَا بِالشَّمْسِ طَالِعَةٌ عَلَى مَآذِنِهَا بِاللثْمِ والقُبَلِ
104. وَمِنْ غَزِيلِ خُيُوطٍ مِنْ أشِعَّتِهَا تُضْفِي عَلَيْهَا بَدِيعَ الوَشْي والحُلَلِ


ـــــــــــــــــــ
(1) ثلاثة: يشير الشاعر لمن حكموا مصر من عسكر حركة 1952 قبل مبارك
وهم محمد نجيب وعبد الناصر والسادات.
(2) عاش في الجو: إشارة إلى كونه طياراً حربي.
(3) يلقاها على جمل: إشارة للمثل المصري، خيبة الأمل راكبه جمل.
(4) أفنت عناقيدها: إلتفات لبيت أبي الطيب المتنبي في قصيدته الشهيرة عن مصر:
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصْرٍ عَنْ ثَعَالِبِهَا = فَقَدْ بَشِمْنَ وَمَا تَفْنَى العَنَاقِيدُ
النواطير : الحراس بشمن : شبعن
(5) المخاطب بابن الحسين هو أحمد ابن الحسين المتنبى.
(6) البيت في شرعه: إشارة لتعديله قوانين الأحوال الشخصية التي انتقصت من قوامة الرجل وولايته على أبنائه.
(7) القصر: يقصد مقر الرئاسة بمصر الجديدة، وقد كان فندقاً شهيراً قديماً فخماً وهو فندق هليوبوليس
فقام بتجديدة تجديداً شاملاً ليكون مقراً للرئاسة بدلاً من قصور عابدين والقبة.
(8) بِسَبْعِ عَشْرَةِ مِلْيُونًا: يشير إلى تكلفة تجديد قصر مقر الرئاسة في مصر الجديدة والذي تكلف 17 مليون جنيه في ذلك الوقت.
(9) هبة: إشارة إلى رد مبارك على من انتقدوا إهدار أموال الدولة في تجديد القصر، حيث قال أنه تكلفة التجديد كانت من هبة يابانية!!
(10) سبتاً: يشير إلى يوم السبت.
(11) يقصد مبارك نائب السادات.
(12) فرخ من الجو: إشارة لمبارك الطيار.