اختراع مدهش ....!!!

تفضت عن نفسي غبار العمل بعد عناء يوم شاق تحت أشعة الشمس الحارقة ........... قادتني قدماي لا إراديا نحو سوق القرية ، فهي قديمة ومغلقة ،معظمها مبان يعود تاريخ
بنائها إلى عهد المماليك .
تجولت بين أرجائها أستنشق أريج التوابل والقهوة العربية التي كانت تنبعث من المحامص وعلى جنبات الطرق الضيقة انتشر الباعة من كل حد وصوب يبيعون أصناف البضائع الرمضانية ، الأجبان ، المخللات ، الكعك ، التمور، المرطبات وجميعها كانت تثير جنون المعدة !!!!!!!!
شد انتباهي فلاحة بسيطة بجلبابها القروي تجلس في أحد أركان السوق وأمامها كومة من (القرنبيط البلدي ) اقتربت منها قابلتني بإبتسامة جعلتني أشتري وإن كان السعر مرتفعا نوعا ما ، رجعت إلى البيت منهكا من كثرة التجوال في السوق ، ألقيت بجسدي المتعب على أريكة قديمة أمام المنزل ، أخذتني غفوة ...... استيقظت على أصوات الأطباق تحضيرا لوجبة الإفطار .
تحلق الجميع حول المائدة الرمضانية ينتظرون مدفع رمضان أجلت النظر في الأطباق المرصوصة وما أدهشني تعدد الأطباق ولكن الصنف واحد وإن تعددت الألوان والأشكال !!!!!
زهرة مع لبن ، زهرة مع طماطم ، زهرة مع طحينة ، زهرة مسلوقة ، زهرة مقلية ، زهرة مع بيض .........
بحثت عن شهيتي فلم أجدها ، تبخرت في أجواء الوليمة الفاخرة ، امتعضت كتيرا ........... كظمت غيظي تمتمت :
( اللهم أدمها من نعمة واحفظها من الزوال ).
وما أن انتهيت من تناول الطعام حملت فنجان قهوتي وجلست على الأريكة .......... انفجرت الكلمات المحبوسة وناديت بصوت عال :
يا أم العيال ، أحضري القرمية ( ما تبقى من ساق الزهرة )
استغربت طلبي وردت كعادتها بطريقة مهذبة ، ولماذا.......... ؟؟!!!!!!!
أجبت : لتكون فاكهة بعد وليمتك الفاخرة ، ولم ترد ببنت شفة ، ساد السكون والوجوم ، وأدركت حينها
أن الشيف رمزي بحاجة إلى دروس تقوية في فن الطبخ .........!!!