وردةٌ لنْ تموت
إلى طفلة غزة: هدى غالية
................
الطفلةُ المتوردة
تفاحُ شام ٍ خدّها
وضفائرٌ في الريح ِ تعدو
نجمةُ خضراءَ تلمعُ سندساً
فوقَ المنافي، والمنافي للغريبِ
جهنمٌ متعددة
الطفلةُ المتفردة
عبقٌ يدور على الفصولْ
قمرٌ ترابيُّ يضيء غمامَةً بدمي
وتبدأُ بالهطولْ
فتعيد لي
أسماءها المتشردة
الوردةُ امراةُ بتولْ
هي منْ يُرتّلُ في الحدائق،
اسمَها
وعلى جدارياتها
حفرَ القرنفلُ رسمَها
هي في لغات الطير ِ، أجملُ سيدة
هي لا تُرى إلا هنا
وتُرى هناك لنا
بليلة قدرنا المتجددة
أنفاسها تسري
وتقطرُ في الحدائق ِسوسنا
سبحانَ من أسرى بها في الأوردة
هذي الحقولُ جناحُها
هذا الفضاء بياضها العالي
ترتّبُ في أرائكِه التريكةِ
ليلَها وصباحَها
وتعودُ بالخبزِ الفقيرِ
لطفلها المقتول ِ، تلمسُ جرحَه
فتمدُّ زنبقةُ الحجارةِ كفَها
عبقُ يداعبُ روحَه
فيقومُ من نُصبين، أجمل ما تكون
قيامة الشهداء، واتكأتْ
عليها الأعمدة
وطني يسيرُ على الدماءْ
ودمي على وطني، يؤرّخُ
موتَهُ العاري على حجر ٍ مضاءْ
وأرى غلالةَ عريهُ العربيُّ
واضحةٌ وفاضحةٌ
وهل تصلُ
سماءَ الله فاتحةٌ
يجوّدُ حرفها بالعبريةِ الفصحى
على المقتولِ ذبّحا!
كمْ مرةً ستموت حتّى اسمها
من خانة الشهداء يُمحى!
دمها لها ولنا ،و للحقل المقدس ِ
ماؤه والأسمدة
وردٌ جديدٌ من هنا
يصعدْ
وردٌ قديمٌ قبلَ أنْ يصلَ الغزاةُ لنا
وبعدَ أن وصلوا تهوّدْ
وأرى الترابَ يعدّ قهوتَهُ صباحاً
ثُمّ يحكي ، ثُمّ يشهدْ
ويصيحُ: آه يا ليلها الأسودْ
عُدّ لي بكفِ حبيبتي
كانتْ تدرّبُ غُرتي كيف الثبات
إذا الهواء هنا تمردْ
كانتْ أصابعها الحنونة مشطيَ الذهبي
ثمّ أصيحُ بالورد الذي بينَ الضلوع:
أنا الترابُ..
أنا الترابُ..
أنا الترابُ أنا
فتشتعل الحقولُ
ولا خريفَ ولا ذبولَ لهُ
ولهُ الثباتُ بأرضنا المتمردة
ولنا النهارُ وإنْ تأخرَ
في بريد العاطلين عن العملْ
سيطلُّ منْ خلف الجبل
ولهم مقابرهم
سيدرجُ فوقها طيرُ الحجلْ
أو يحملوها خلسةً حجراً حجرْ
في متنَّ"أكسوديس*" أو فوقَ الجملْ
ولنا الجمالُ سفينةٌ
للعائدين على عجلْ
وصلَ النهارُ وما تأخرَ لحظةً
هذي تواقيتُ الله في البلدِ المقدس ِ
فارفعي يا طفلتي المتوردة
يدَكِ الصغيرة َعالياَ
ثمّ اكتبي فوقَ السماءْ
أنا ما أشاء, ولنْ أكونَ مُهوّدة.


24-6-2006
نابلس – فلسطين
........
*اكسوديس: تعني الخروج، وهو اسم السفينة التي كانت تحمل المستوطنين اليهود إلى فلسطين