ضيوف للإيواء

دعوتُ ضيوفا ...
لم تسعهم غرفتي عددا
ولا وسع النوال جمعنا.
ظمئنا جميعنا،
وجال دبيب الجوع يلوي هاماتنا
فرفعنا أكفّ الضراعة للسماءْ
أن توسّع بيتنا ... أن ترحم فقرنا.
...أطل الشتاءُ
يجرُّ عربات الزّمهرير تباعا،
رفَضَتْ ملاءتي أن تحضن غيري...
وتمرّدتْ كسرة الخبز،
تأبى القسمة على أكثر من الواحد الصحيح.
أمّا العليل فأرخى عليّ أنّاته
تلسع جدران شرايني الصدئهْ
وتقلق جوعي في مكامنهِ
وتقاسمتْ أشلاء جيوبي خيوط الكهرباء!
لست أدري مَنْ مِنْ ضيوفي تسوّلْ
فأطعمني كسرة عمّدها بماء وجهه.
وسقاني لبنا ممزوجا بدم الكرامهْ
ورفعتُ كفَّ الضراعة للسماء
لتوسع رزقنا...
غير أني عدت لألعن قيد دماغي
أنا من قررت،
أنا من تلذذ طريق الضيوف
أنا من كسر القواعد
حتى سقط السقف على أكثر من الواحد الصحيح
برّر الجهل هزيمتي
وناصرتني أعواد الأعراف الهزيلهْ
أصوات بداخلي تهتف بحياتي
كما يحتفى بالأبطالْ
فضربت خيمة التفاخر بممر السيل
حيث لا يجرؤ العاقلون أن يقيموا مبنى
لخمّ الدجاج.
ظننت أني في مأمن من فيض الهمومْ
وحين دهت خيمتي الراعدهْ
اتهمت يد السماء
بأنها حشرتني وضيوفي،
في غرفة
ليس فيها متسع لأكثر من الواحد الصحيح
لام الضيوف تسرعي
وتنازعوا أمرهم
ليقيموا بيتا رحبا
وسط حدائق الفكر الظليلهْ،
رميتهم بالعصيان، ونكران الجميل
وشكوت للسماء تمرّدهم،
ولشيخ القبيلهْ.
أدينوا كلهم؛
وانتصرت أنا الواحد الصحيح.
لأني كنت أرفع كفّ الضراعة للسماءْ
لجلب القرى لضيوفي،
وهم عني معرضونْ...
متمرّدونْ