رَيحانة الصَّمت
مُنسَلٌ أنتَ بِلا استئذانٍ
مِنْ ظِلّ الحُلمِ المُتناهى
لتَشقَّ طَريقًا فِى قلبى
كالعيدِ تَهلْ

وَبِرغْمِ الّدفءِ الهاربِ
مِنْ نَشوة ليلٍ يتعامَى
عَنْ فِتنةِ نجماتِ الرّوْح
وَبرغم الصّمتِ النّاسكِ
عَيناكَ تُطلْ

وَرُفات.. مِنْ كُلِ حَديثٍ يَجمَعنا
أَدفنُها فِى جوفِ السّطرِ
تَهيمُ إلَيكْ
مَغْلولٌ حَرفى بيديكْ
أُعلنُ أنّى .. تاجرتْ
وَلَمْ أجنْ الرّبحَ
وَلَمْ أَربحْ فِلسًا فى قلبِكَ
بَلْ أُعلنُ أنّى.. أفلَستُ لديكْ
لَملمْ مَاضِيكَ وَدعْ لىَ
بعضَ ظِلالٍ حينَ أُواسيها
يَشتعلُ الّدفءُ بِأوصالى
وَالبردُ يَفرْ

أتَوسَّدُ جمرًا
أَبقتهُ خُطاكَ عَلى دّرجٍ
وَرؤآنا .. بِالعينِ تَـقرْ

أَتوارى مِنْ كِسرةِ حُلمٍ
تَقتاتُ هُناكَ على الظّلِّ المُهملِ
فوق أريكتنا
بِهجيرِ العُمرْ

اليَومْ ..
اليومَ بوَحشيةِ ذِئبٍ
يَنقضُ الزّمنُ الغَافى
فِى فَجرِ العتمةِ يستلْ

تَـتشبثُ ذاكرةُ الأوهامِ
بقشَّةِ ماضٍ مُلصقةٍ
بجِدارِ الجُبّْ
يا مَنْ علّمنى الحُبْ

يا مَنْ رغمًا عنّى تتسلّلُ
يا مَنْ خبّأتك عِبئًا
بدثارِ القلبْ
فى قممِ الذَّاكرةِ العرجاءِ تُطلْ

لَا تبقَ هُنا .. فَبقاؤكَ أرقٌ
لَا ترحلْ فرحيلكَ وَجعٌ يحتلْ

وَمحابرُ رُوحِى عاشقةٌ
رَوّاها الصَّمتْ
يامَنْ أَحببتْ

تحملنُى دُونَ استئذانٍ لدروبكَ
تأويني وَتشقُ طريقًا يجمعُنا
تَتجاوزُ..
تُقسِمُ بليالٍ سَكرى
تُقسِمُ أنّكَ .. سَتظلْ

مُنسلٌّ .. وَبلا استئذانٍ
مِنْ ظِلّ الحُلمِ المُهملِ
لتشُقَّ طريقًا فى قلبى
كالعيدِ بموعدِكَ تَهلْ
ــــــــــــــ

هبه عبد الوهاب