أوَّلُ الذاكــــــــرة


الضوءُ في مَهْــدِ المجرَّه
و عمــــرُ المسافة خُطوتــان و شهقَـــه
الـــدربُ تفـــــاحٌ غضٌّ…
و لا ظــــلالَ… تحجُب الرُّؤيه
إلــــيَّ بآلــة الحُلـــم الآن!




(أوَّلُ السطر)

في البدءِ كــــانْ..
ثم كـــانَ الوجــعُ
فكانـــتْ أمِّــي!
و حيـــنَ كانــتْ..
صارتْ في الصَّبرِ مُعجــزه
على صدرها تنهَّـــد أوَّلُ الكلام
ذُرف أوَّلُ الدمعُ من عينها
ثم تجلَّى للحبـــر المالح
أوَّلُ السطــــرْ
...
في البدءِ كانتْ أمـــي
ثم كانَ الحبَُ زهرةَ السَّلْوى
و شمســــاً ساطعـــه


(أوَّلُ اللحنِ)

الوقتُ الذي يمضي..
قُبيلَ الضُّحى
ينزعُ مـن مائنـا بعضَ أمانيه
يزفُّها عَرائسَ للغيــم
و للعصافيــــر الرتيبةِ
ألحاناً محتملـــه
و ما انفلـــتَ منها
يَعَّضُّ عليه النسيـــانُ
أو يقطفــــهُ شاعـــرٌ
بنــــاي مكسورٍة
و ذاكــــرةٍ مبتوره


(أوَّلُ الحُلم)

في نــزوةِ الضـــوء
سقطَ النهــارُ الأولُ
الشمسُ طيفٌ مــاردٌ
و الفصلُ طافــرٌ بعشب الحقيقة
هل يعتلي الرماديُّ عرشَ الألوان؟
أم تدسُّـــه في ضوضائِها المدينة؟
معالمهُ واضحةٌ هذا الحُلـم؛
زُرقـــةٌ سأعرفُ معناها لاحقـــا
و خيــطٌ تــدلَّى من ذروة السؤال
إليــــه أوَّلُ الرحيـــــل
على دَربِه أوَّلُ الغيابْ


(أوَّلُ الدرب)

هــــذه الريـــحُ
بين النسيم و العاصفــهْ
تُخفي آلافَ الفصولِ الطَّافرة
للدرب أشـــواكٌ
تؤازرُها الحفـــرْ
حفرةٌ هناكَ... و حُفرةٌ هنا
و ليس للحصى هندسةٌ واضحهْ
هذا منعطفٌ بديــعُ الانحنــاءِ
و مفترقٌ يَضِجُّ بالاختيـــار
خطوةٌ أولـــى
فخطوتــــان
ثم ينهمرُ الغيــمُ بالأسئله
يغمـــرُ الـــدربَ
يغيِّــــرُ معالمَ الخَارطه!


(أوَّلُ الكلام)

كمْ حرفاً سقــطَ سهـــوا؟
كلَّما تعثـــرتْ خطــايَ
كم كلمةً هـــوتْ من معجم الحُلـم؟
لم يبــــقَ لي
إلا حرفــــانِ
في تنانيـــر الحقيقة
يحترقـــــانِ
في لُجَـــج المحابــــر
يختنقـــــانِ
كيف أكتب أزمنةَ التيـــه؟!
و كلُّ ما بقيَ من الكلام
صرخــــــه!


(أوَّلُ الفرح)

بعدَ السقطة السابعـــه
على يســـــارِ الشَّـرَك الأولِ
بعيـــدا عــن هواجسِ الســؤالِ
و حيـــرةِ الأجوبـــه
بكل لـــون متــــاحٍ
تفتحـــتْ زهـــره
و كان الوقـــــت ضُحـــى..
أسميتُها السَّلْــــــوى...
حينَ أشرقـــتْ باسمه
و عرفتُ لاحقـــاً
أن اسمَها المتـــداولَ: "حُـــــبّْ"


(أوَّلُ التجلي)

كان الوقتُ ضُحـــــى
و الشمسُ كـــانتْ حائره
كان الوقتُ ضُحـــــى
و الخطى سكرانةٌ هائمه
كان الوقتُ ضُحـــــى
و الدربُ منعرجاتٌ و أسئله
كان الوقتُ ضُحـــــى
ثم طفـــق الكلامُ يُحشرجُ
حتى تجلَّى شَعْــــرُ حبيبتي
جدائلَ شمسٍ
تعاليــــمَ هُـــدى
و قصيـــــدةً آســـره
....
و كــان الوقت ضُحـــى


(أوَّلُ التيــه)

لا أتكهَّــنُ آخــرَه
كيف أعِــــي أولَــــه؟!!
كلُّ ما أعــرفُ
أن الوقتَ قد جــاوزَ الضُّحى
و أن الزهرةَ التي كانت بوصلةَ الطريق
مفقــــــــودةٌ
مسلوبــــةٌ
منهوبـــةٌ
ضائعـهْ
…….
...
و الوقتُ جاوزَ الضُّحـــى


(أوَّلُ القطاف)

الخطــوُ مُنهـــكٌ
و الوقتُ جاوزَ الضُّحى
الدربُ معبَّـــأٌ بالشوكِ
مزروعٌ بالقصائــد
لكل كلمةٍ وخـزٌ يُدمي
لكل كلمةٍ نارٌ تشــوي
لكل قصيــــدةٍ
خُطوةٌ حيـــرى
قلبٌ نـــازفٌ
و سقطةٌ محتمله
و… قدْ جاوزَ الوقتُ الضُّحـــى



حميد العمراوي