سَتَبْكي
كَثيراً..
كَثيراً
وتَنْسَى،
بألاّ شَيْء يُجْدي.

سَتَذْكرُ عَهْدي
بقلْبٍ كَسيرٍ فَتأْسَى،
ستَعْرِفُ أنّ الذّي جاء بَعْدي
سيَجْعَلُ حُزْنكَ أَقْسى،
سَيمْلأُ قَلْبكَ بُؤْسَا
ويجْعَلُ حظّك نحْسَا،
ستَدْفَعُ عُمْركَ درْسَا
وتَشْربُ مِثْلي
منَ المُرِّ كأْساً
وكأساً
وكأسَا...

ستَبْكي
كَثيراً..
كَثيرَا
وتَعْرِفُ مَعْنى الدّموعْ
وتُدْركُ كُنْهَ الضّياعِ
وخِزْيَ الرّجوعْ؛
بكُلّ انْكِسارٍ وكلّ انْصِياعِ
إلى عالَمٍ منْ خِداعِ.

ستَبْكي
وتبْكي
وتَبْكي...
وتُدْركُ أنّكَ كنْتَ أنانيْ
وأنّكَ كنْتَ تَهُزُّ كيَاني،
وتَذْبح قلْبي بغَيْر تَوانِ،
وأنّكَ بعْدَ مُرورِ الزّمانِ
وُضعْتَ بنَفْس مَكاني،
فتَخْجَلُ ممّا تُعاني،
وتخْجلُ حين تَراني،
وتَظْمأُ في كُلّ يَومٍ
لِلَمْسةِ عَطْفي
ودِفْءِ حَناني.

سَتَبْكي
وتبْكي
وتبْكي...
ولَكنّني لنْ أَسْمَعَكْ،
ونحْوَ المَهانَةِ لا يا حَبيبي
فلَنْ أتْبَعَكْ،
فأَنْتَ الذّي قدْ زرَعْتَ،
وأنْتَ الذّي قدْ خَدَعْتَ،
وقَدْ جَاءَ منْ يخْدَعُكْ.
فكَيْف تُراوِدُني أَدْمُعُكْ
وليْسَ هُناكَ عَلى الكَوْن ما يَمْنَعُكْ
منَ الغَدْرِ يَوماً
إذا مَا ارْتَوَى مَطْمَعُكْ !

ستَبْكي
وتبْكي
وتبْكي...
وتَطْلبُ منّي السّماحَا،
وتسْعى لِودّْي وحبّي،
وتَهْفو لخَفْقة قَلْبي
فتَجْني الرّياحَا.
فتَنْدَمُ أنْ قدْ مرَرْتَ بدَرْبي
وتَحلُم لوْ قدْ ملكْتَ جَناحَا،
ولكِنْ ستَبْقى
بقُرْبي..بِقُرْبي
لتَشْقى أَمَامي،
فأُنْعِشُ فيكَ الجِراحَا،
ليَكْبرَ فيك الأَنينُ،
وتأكُلَ منْكَ السّنينُ،
وأَسْمَع منْكَ النُّواحَا.

حَبيبي
تمَهَّلْ..
تمَهَّلْ
فكُلُّ احْتِمالٍ
بدَرْبِ الحَياةِ،
سيَبْقى مُتاحَا.
حبيبي
تَرَفَّقْ..
ترَفّق بقَلْبي
وعِمْتَ صَباحَا.