فيض الربيع
ألجَمِيعُ مُبْتَهِلُ بِالرَّبيعِ مُحْتَفِلُ
وَٱلرياضُ عَابِقَةٌ بِٱلعَبير تَغْتَسِلُ
وَ ٱلزُهُورُ يَانِعَةٌ فَوْقَهَا ٱلنَّدَى ثَمِلُ
و ٱلطُّيُورُ صَادِحَةٌ يَسْتَثِيرُهَا ٱلْغَزَلُ
هَزَّهَا ٱلرَّبِيعُ فَقَا مَتْ كَأَنَّهَا شُعَلُ
طَرَّزَهَا ٱلْإلٰهُ فَهَا مَتْ بِحُسْنِهَا ٱلْمُقَلُ
فٱلْعُيُونُ شَاخِصَةٌ بِٱلْجَمَالِ تَكْتَحِلُ
وَ ٱلسَّمَاءُ مِنْ عَجَبٍ بِٱلسَّنَاءِ تَشْتَعِلُ
فِي مُحَمَّدٍ شَرُفَتْ كُلُّ مَٰا بِهَا زَجِلُ
إِحْتَفَىٰ بِمَوْلِدِهِ وَ ٱلْمَلَائِكُ ٱلنُّبُلُ
كُلُّ رَٰاهِبٍ فَطِنٍ لِلْوَلِيدِ مُرْتَحِلُ
فَٱلْحَطِيمُ مُبْتَهِجٌ عَنْ سِوَاهُ مُنْشَغِلُ
قَدْ سَمًتْ بِهِ إِكَمٌ وَٱنْحَنَىٰ لَهُ ٱلْجَبَلُ
فَٱلْمُلُوكُ خَاشِعَةٌ قَدْ أَصَٰابَهَٰا ٱلْخَلَلُ
حِينَمَٰا رَأَتْ نُذُراً بِٱلرُّبُوعِ تَنْتَقِلُ
قَدْ أَنَارَ أَفْئِدَةً وَٱهْتَدَتْ بِهِ هَمَلُ
عَانق الهُدَىٰ مِلَلاً وَ ٱسْتَقَامَتْ ٱلسُّبُلُ
لَا يَشُوبُ سِيرَتَهُ بَاطِلٌ وَ لا خَطَلُ
صَٰادِقٌ وَ مُؤْتَمَنٌ فِيهِ بَشَّرَ ٱلرُّسُلُ
مَكًّةٌ بِهِ طَهُرَتْ لَمْ يَعُدْ بِهَٰا هُبَلُ
لَا تَرَىٰ بِهَٰا صَنَماً يَرْتَجِيهِ مَنْ جَهِلُوا
وَ ٱلْيَهُودُ قَدْ عَلِمُوا أنهم به خُذِلُوا
أَدْرَكُوا حَقِيقَةَ مَٰا أَخْبَرَتْ بِهِ ٱلرُّسُلُ
ربِّ هَبْهُ مَنْزِلَةً مِنْكَ مَٰا لَهَٰا مَثَلُ
وَٱلصَّلَاةَ دائمةً بِٱلسَّلَامِ تَتَّصِلُ

د خليل ابراهيم عليوي