ابتهال الحنين

طُــهْــرًا عَــلَى تَــقْوَى الْــقُلُوبِ أَهَــلَّا شَـــهْـــرًا يَــــجِــلُّ وَنِــعْــمَــةً تَــتَــجَــلَّى يَــسْــقِي مِـــنَ الــظَّــمَأِ الْــغَنِيَّ بِــنُجْعَةٍ تــجْــزِي وَيُــطْــعِمُ بِــالــصِّيَامِ مُــقِلَّا وَيُــعِيدُ مَــنْ خَتَلَ الْفُؤَادَ إِلَى الْهُدَى وَيَــزِيدُ مَــنْ بَــذَلَ الْــفَضَائِلَ فَــضْلَا قَــدْ عُــدْتَ يَــا رَمَــضَانُ بَهْجَةَ مُهْجَةٍ فَــكَــأَنَّكَ الْــبُــسْتَانُ يُــغْــرِي الــنَّحْلَا أَقْــبَــلْتَ يَــا خَــيْرَ الــشُّهُورِ فَــأَقْبَلَتْ بِـــكَ رَحْــمَــةٌ لِــمَــنِ ارْتَــقَــى تَــتَدَلَّى أَقْــبَــلْتَ بِــالــنَّفَحَاتِ تَــعْــظُمُ لَـــذَّةً فَــيَــذُوقُهَا مَــنْ صَــامَ فِــيكَ وَصَــلَّى مَـــا انْــفَــكَّ يَــبْتَهِلُ الْــحَنِينُ تَــهَجُّدًا أَنْ لَــيْتَ هَــذَا الــشَّهْرَ يُــصْبِحُ حَوْلًا شَــــهْــرٌ كَــرِيــمٌ مَـــا أَطَـــلَّ بِــنُــورِهِ إِلَّا وَفِـــي أَنْــقَــى الْــمَــشَاعِرِ حَـــلَّا شَــهْرُ الصَّفَاءِ مَعَ الْوُجُودِ مَعَ الْوَرَى وَتَــــعَــلُّــقٍ بِــالــلَّــهِ عَــــزَّ وَجَــــلَّا شَــهْــرُ الــتِّــجَارَةِ مَـــعْ كَــرِيمٍ عَــفْوُهُ كَــنْــزٌ أَجَـــلُّ مِـــنَ الْــجَمَالِ وَأَجْــلَى شَــــهْــرٌ بِـــهِ الْــقُــرْآنُ أُنْـــزِلَ قُـــرَّةً فِــي لَــيْلَةٍ هِــيَ فِــي الــزَّمَانِ الْــفُضْلَى تَــرْنُــو لَــهَــا الْأَرْوَاحُ مِــلْءَ ضَــرَاعَةٍ وَتَـــؤُمُّ خُــلْــوَتَهَا الْــقُــلُوبُ الــثَّــكْلَى شَــهْــرٌ كَـــأَنَّ الــلَّــهَ لَـــمْ يَــمْنَحْ بِــهِ إِلَّا حَــــيَــاةً مِــــنْ مَــــآثِــرَ مُــثْــلَى صَــــوْمٌ وَإِفْــطَــارٌ وَسَــجْــدَةُ مُــخْــبِتٍ فَــالْــفَــرْحَــتَــانِ بَـــــرَاءَةٌ تَــــتَــأَلَّــى وَصِـــلَاتُ أَرْحَــامٍ وَبَــسْمَةُ مُــنْفِقٍ وَقُــنُــوتُ أَحْـــلَامٍ لِــمَــا هُــوَ أَحْــلَى وَنَــــمَــارِقٌ لِــلْــبِرِّ تَــفْــتَرِشُ الــنَّــدَى وَبَـــيَـــارِقٌ لِــلــصَّــبْــرِ لَا تَــــتَــوَلَّــى وَحُــضُــورُ أَفْــئِــدَةٍ وَرَاحَـــةُ خَــاطِرٍ وَعَــبِــيــرُ إِيــــمَــانٍ بِــعَــفْــوِ الْــمَــوْلَى يَـــا مَــوْسِمَ الْــغُفْرَانِ كُــلُّ خَــطِيئَةٍ نَــشَجَتْ عَــلَى أَبْــوَابِ فَــضْلِكَ خَجْلَى رَفَــعَتْ بِــدَمْعِ الْخَوْفِ كَفَّ رَجَائِهَا تَــعْــنُو لِــمَــنْ فَــطَــرَ الــسَّــرَائِرَ تُــبْــلَى وَتَــضُــمُّ مِــنْ دَمْــعِ الــتَّضَرُّعِ سُــبْحَةً وَتَــــشُــمُّ مِـــنْ رَوْعِ الــتَّــوَرُّعِ فُـــلَّا الــزُّهْدُ فِــي رَغَــدِ الْــحَيَاةِ بِكِ اجتْلِى وَالــشَّــهْدُ مِــنْ زَهْــرِ امْــتِثَالِكَ أَمْــلَى تَــصْفُو بِــكَ الْــخَلَجَاتُ عَــيْنَ تَــأَمُّلٍ وَتَــطُــوفُ آفَـــاقَ الــتَّــبَتُّلِ جَــذْلَــى وَتَــلُمُّ شَــعْثَ الــرُّوحِ عَرْفَ سَكِينَةٍ بِــالذِّكْرِ مِــنْ نُــورِ الْــمَصَاحِفِ يُــتْلَى يَــا مَــنْ يُــعَلِّلُ مَا يَضِلُّ عَنِ الْهُدَى لَـــوْلَا تَــكِــلُّ عَـــنِ ابْــتِذَالِكَ لَــوْلَا لَا تَــمْضُغِ الــرَّأْيَ الْــبَلِيدَ وَلَا تَــعِشْ عَــبَــثًــا وَحَــــرِّرْ فِــكْــرَكَ الْــمُــحْتَلَّا قَــدْ تُــوسِعُ الــشُّبُهَاتُ سَــمَّ خِيَاطِهَا فَــانْــسِــجْ يَــقِــينَكَ حُــلَّــةً لَا تَــبْــلَى وَالْــمَــرْءُ إِنْ يُــطِعِ الْــهَوَى سَــيُضِلّهُ وَمَــــآلُــهُ لِــلْــقَــبْرِ مَــهْــمَــا اسْــتَــعْلَى فَاخْصِفْ عَلَى نَزَغَاتِ شَيْطَانِ الْهَوَى وَانْــسِــفْ لِــفَتْنِ الــسَّامِرِيِّ الــعِجْلَا وَاغْــرِسْ مِنَ الزَّكَوَاتِ نَخْلَ طَهَارَةٍ تَــمْــدُدْ لِــنُــورِكَ بَــعْــدَ مَــوْتِكِ ظِــلَّا وَاكْــسَبْ نُــضَارًا لَا تَــغُرَّكَ بَــهْرَجًا دُنْــيَــا بِــأَكْــثَرِ مَـــا تُــحَــبُّ سَــتُقْلَى ثَــابِرْ لِــفَحْوَى الــذَّاتِ قَــدْرَ فَــضِيلَةٍ أَغْــلَــى مِـــنْ الْــقَــمَرِ الْــمُنِيرِ وَأَعْــلَى وَاجْــهَدْ فَمَا غَرَسَتْ يَدَاكَ مِنَ الْتُّقَى لَا يَــحْــصُدُ الْأَمَـــلُ الَّـــذِي يَــتَخَلَّى وَازْهَــدْ بِــحَمْدِ الــنَّاسِ وَاحْــمَدْ رَبَّهُمْ تَــنَــلِ الــرِّضَــا فَــالــلَّهُ نِــعْــمَ الْــمَوْلَى

نبض إيماني نابع من أعماق قلب مؤمن

هو رمضان الخير والعطاء , شهر الفرقان والغفران ,

بارك الله فيك

رمضان مبارك , تقبل الله منكم ومنا صالح الأعمال

وأعاده الله عليكم وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالخير والأمان والسلام والوحدة والعودة لمنابع الإيمان

والتثبيت أقل ما نقدمه لشاعرنا الكبير ,

ونرحب معه بحلول الشهر الفضيل

الله ، الله وما أحيلى ابتهال الحنين في أوّل ليلة من ليالي شهر الفرقان والرحمات ، بوركت شاعرنا الكبير ، وجعلها الله في ميزان الحسنات ، ورمضان طيب مبارك كريم ، وكل عام وأنتم والأمة جمعاء بخير وعافية وسؤدد ، تقديري .

أكرمْ به شهراً بالفضائلِ هَلّا
................رمضانُ شهرُ الله عزَّ وجَلّا
قد أنزِلَ القرآنُ فيه وأشرقتْ
...................أنوارُ أيّامٍ الهُدى تتجلّى
يُهنيكَ في شهر الصيامِ صيامه
...........وقيامه بالقرُباتِ عفو الموْلى

كل عام وانتم بألف خير

كل عام وأنتم بخير

للقصيد عندكم تميّز واتقان وروعة وجمال

حفظكم الله وبارك بكم

مَا انْفَكَّ يَبْتَهِلُ الْحَنِينُ تَهَجُّدًا=أَنْ لَيْتَ هَذَا الشَّهْرَ يُصْبِحُ حَوْلًا
تَرْنُو لَهَا الْأَرْوَاحُ مِلْءَ ضَرَاعَةٍ=وَتَؤُمُّ خُلْوَتَهَا الْقُلُوبُ الثَّكْلَى

يَا مَوْسِمَ الْغُفْرَانِ كُلُّ خَطِيئَةٍ=نَشَجَتْ عَلَى أَبْوَابِ فَضْلِكَ خَجْلَى
رَفَعَتْ بِدَمْعِ الْخَوْفِ كَفَّ رَجَائِهَا=تَعْنُو لِمَنْ فَطَرَ السَّرَائِرَ تُبْلَى
وَتَضُمُّ مِنْ دَمْعِ التَّضَرُّعِ سُبْحَةً=وَتَشُمُّ مِنْ رَوْعِ التَّوَرُّعِ فُلَّا

يَا مَنْ يُعَلِّلُ مَا يَضِلُّ عَنِ الْهُدَى=لَوْلَا تَكِلُّ عَنِ ابْتِذَالِكَ لَوْلَا
لَا تَمْضُغِ الرَّأْيَ الْبَلِيدَ وَلَا تَعِشْ=عَبَثًا وَحَرِّرْ فِكْرَكَ الْمُحْتَلَّا
قَدْ تُوسِعُ الشُّبُهَاتُ سَمَّ خِيَاطِهَا=فَانْسِجْ يَقِينَكَ حُلَّةً لَا تَبْلَى

درة شعرية ابتهل فيها الحنين فانثالت سحرا إيماني النبض واضح الرؤية عميق تبتلت حروفه في محراب شهر الهدى والطاعة
بأداء انتصر على قيود شعر المناسبة فجاء مائزا بتصويره جميلا بشاعريته قوي سبكه وعذب جرسه

فلله أنت شاعرا ما أعذبه شعرك
مبارك عليك الشهر وعلى أحبتك والأمة جمعاء

تحيتي

الدكتور سمير العمري

نبارك لكم ولكل من يتفيأ ظلال الواحة الطيبة هذا الشهر الكريم المبارك ..

قصيدة رقيقة على القلب ، لا حرمك الله أجرها .

استوقفني الجمال هنا :

لا تمضغ الرأي البليد ولا تعشْ
عبثاً وحرّرْ فكرك المختلّا

قد توسع الشبهات سمّ خياطها
فانسجْ يقينك حلّةً لا تبلى

جميل ..

واستوقفني البيت الأول : لم تأت " شهرا" في مقام الفاعل .. استفسارٌ للفائدة ،و بورك فيكم أميرنا الحبيب .

بورك فيكم

كل عام وأنتم بخير أخي الشاعر الدكتور سمير العمري
سبحان من أعطاك هذه الملكة وهذه الشاعرية
قصيدة حملت أجمل وأروع وأدق الصور
بارك الله بك وحياك
رمضان كريم

كل عام وأنت ومن تحب بخير ومبارك عليك شهر رمضان الكريم

لن أتحدث عن الشعر فمثلك لا يأتي إلا بما هو نفيس وثمين وهذا الابتهال الإيماني دليل على براعتك واقتدارك ، كتب جل الشعراء في ذات الغرض ولكن قلة من يجيد الابحار فيه بإتقان ومهارة كما فعلت أنت أيها السامق

أستاذي الكبير د . سمير العمري ، والله لقد آثرك الشعر علينا واستخلصك لنفسه فما أبقيت لنا بعدك من شيء .

فخور بك أيها المتفرد

قصيدة طيبة شاعرنا
د سمير العمري

كل عام وانت والاهل وجميع المسلمين بخير وصحة

سلمت القريحة الطيبة