زحفتْ خيوط العنكبوتِ
فشكلتْ وجهي العتيقَ
كأنني حجرٌ، تشكله الرياحُ العاصفاتْ
***
آهٍ .. كبرتُ
، ولم أزلْ غضًّا!
تَقاذَفُني الجهاتُ .. إلى الجهاتِ .. إلى الجهاتْ
***
أمضي بميدان الحياة كأنني الجنديُّ
أحملُ جعبتي
وبها سهامُ الشكِّ
- دون الشكِّ في عدمي
وفي قِدَمي
وفي أن الذي قد فات فاتْ
***
مرت سهاميَ في الهواءْ
عشرون سهمًا
- بل تزيدُ -
ولم يُصِبْ منها – ولو سهمٌ ضليلٌ – ما أشاءْ
***
أوَ كلما آنستُ نارًا
قيل لي :
نارُ العذابْ ؟!
أوَ كلما أبصرتُ ماءً

قيل لي :
هذا سرابْ ؟!
***
إني إذن ..
يقظانُ .. لكني غريقٌ في سباتْ
إني إذن ..
حرٌّ .. ولكني أسيرُ التُرَّهاتْ
***
لا بأس أن أحيا – ولا أحيا – حياةَ ابنِ المُلَوَّحِ
- أقصدُ المجنونَ -
أغرقُ في بحار الذكرياتْ
لابأس أن أسعى وراء الوهمِ
يأكلني
ويشربني
ويرميني عظامًا ناخراتْ
***
وهناك يأتي العنكبوتُ
فلا يرى وجهي العتيقَ
فينحني عجْزًا
فتذروهُ وتذروني الرياحُ العاصفاتْ