الله!
حقاً قصيدة جميلة !
تكثيف المعاني وصل حداً من الفلسفة يحتاج فيه إلى تأمل طويل ,
غير أن سلاسة الإيقاع وجمال البناء وجزالة اللغة تسعف القارئ وتبلِغه أربه من تذوق الجمال الشاعري والشعري.
وبلغ الجمال ذروته في الأبيات الأخيرة من القصيدة
أحبُّكَ - رُبَّمَا - ما ظلَّ عِندِي
دَليلٌ غير إيمانِ ادِّعَائِي
فلا أناْ أستطيعُ العيشَ دُونِي
فألقِي صَوبَ كفَّتِكَ انْتِمَائِي
ولا أناْ مِنْ فراغِكَ بيْ أرانِي
سأُنضِبُ في تسرُّبِكَ امْتِلَائِي
فحَسبِي في المَحبَّةِ أنْ قَطعنَا
حُدُودَ قُلوبِنَا دُونَ ابْتِدَاءِ
وحَسبِي في الهوى أنَّا جُمعنَا
لنفقدَنَا على حَدٍّ سَوَاءِ

شيء من طرائق الصوفية في الحب يعبِر عنه الاتحاد . وشيء من حيرة ديكارت وشكِّه في وجوده ، ثم استدلاله بكونه مصدر الفكرة / الادعاء .
أحبُّكَ - رُبَّمَا - ما ظلَّ عِندِي
دَليلٌ غير إيمانِ ادِّعَائِي

راق لي هذا التمازج الراقي .
كل التقدير لإبداعكم