نبحثُ عن شاعرٍ
يكتبُ القصيدةَ بلا خوفٍ
ويزرعُ الكلماتَ في صدورنا
كما تُزرعُ السنابلُ في الأرضْ
يعرفُ كيفَ يُعيدُ ترتيبَ العالمِ
حينَ تسقطُ المعاني على الأرصفةِ
كأنَّها خريفٌ لم يُحسنْ وداعَ الشجرْ.
نبحثُ عن شاعرٍ
يمشي فوقَ الحروفِ
كما يمشي النهرُ على صبرِ الحجارةِ،
يستخرجُ من صمتهِ قصيدةً
ومن صخبِ العالمِ حكمةً
تشبهُ وجهَ القمرْ.
نريدُ شاعرًا
يعرفُ أنَّ الحبَّ ليسَ ترفًا
ولا الحلمُ كذبةً جميلةً
بل طوقُ نجاةٍ
حينَ يضيقُ علينا الأفقُ
كأنَّ الهواءَ تواطأَ معَ الزمانْ.
نبحثُ عن شاعرٍ
لا يكتبُ للشعراءِ
بل للبسطاءِ
الذينَ يقرأونَ القصائدَ
كما يُصلّونَ
بخشوعِ القلبِ
وألمِ الغيابْ.
نريدُ شاعرًا
يفهمُ أنَّ الوطنَ ليسَ خارطةً
بل وجهًا نُحبُّهُ
وصوتًا يحفرُ في الذاكرةِ
كأنَّهُ أغنيةٌ قديمةٌ
لم تكتملْ بعدْ.
نبحثُ عن شاعرٍ
يُخفي بينَ سطورهِ
الأملَ
كزهرةِ برتقالٍ
تُنبتُ في وجهِ الخرابْ.