دعني بداية أعبر عن تقديري الكبير لما لمسته منك من محاولة لاستقصاء الحقيقة والبحث عن المنهج الصواب الذي يجب أن يتحراه كل منصف نزيه. لقد كان الحوار معك عسيراً حقاً ولكنه كان مثمراً وأحمد الله أن وفقنا إلى توافق يرضيه عنا رغم ما كان بيننا من فروقات كبيرة في وجهات النظر وصلت في العديد منها إلى النقيض.

ثم دعني أكبر فيك هذه الهمة العالية والتواضع الجميل للحق بهذا البيان الذي أصررت أن تقوم به معترفاً بالصواب ومذعناً للحق فارتفعت بهذا وارتقيت في نفوس الكرام مدارج سمية.

أما حوارنا فما كان يا أخي إلا عن نصح صادق واهتمام أكيد بتصحيح اللسان وتطهير الأدب شعراً ونثراً من كل آفات التهاويم والتفاهات ، وتوجيه البيان ليحمل رسالة فكر ، وموضوع قضية بما يسهم في حركة التطور البشري وتحديد الهوية وتجديدها وفق القواعد المرعية ومن خلال إطارها العام وتفصيلاتها المتخصصة.

نعم يا أخي ، هو ما أوضحنا بأن الشعر شعر والنثر نثر وكلاهما في نهاية المطاف وسيلة فكر لا غاية في ذاته ، وأن كل محاولات ودعاوى التجديد من خلال التمرد على القديم ، والانقلاب على الأسس ممن لا يعلمونها ولا يستطيعونها ما هو إلا هراء يخالف المنطق ، والتجديد بدعوى الحداثة وفق مفهوم المخالفة والتناقض والغموض أمر مرفوض ومردود ، وموجة مهما طغت في زمن رديء فهي بإذن الله إلى زوال ، لأن الرزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.


أكرر شكري وتقديري وامتناني على حوارات أجدر بنا أن نجدها في الجميع ، وأؤكد على ضرورة التزام منهج الواحة منذ انطلقت بالبعد عن المخاتلة والمجاملة والعمل الجاد الصادق على الانتصار للصواب والرقي بالفكر والأدب دون إغراض أو إعراض.


أهلاً بك كريماً في واحة تفتح ذراعيها لصاحب الخلق الكريم قبل صاحب الحرف القويم.


تحياتي