ومَقَالُ التَّاريخِ الله أكبَر عَظُمَ الخَطبُ والمُصَابُ تَجذَّرْ ..
وانْتَشى الظُّلمُ والرَّزايا جِبَالٌ .. جاثماتٌ غُربانُها تَتَأمَّرْ ..!!
واشْتَكى الحَالُ من ظَلامٍ مُريعٍ والخَفَافيشُ من رُؤاهُ تَبخْتَرْ!!
ينعِقُ البُومُ في اللَّيالي نَشيداً فَوقَ أوطَانِنَا النَعيبُ تَنَغَّرْ!!
ما لها السَّاحُ بالدِّماءِ بحوراً ؟! والصَّواريخُ في ثَرَاها تَفَجَّرْ!
وعيونُ البُلدانِ تَبكي عُصُوراً !! رَاعَهَا دُرَّةَ الزَّمانِ تُدَمَّرْ!!
والحَضَاراتُ أجهَشَتْ في عَزَاءٍ !! حَولَ أطْلالهَا البَيَانُ تَحجَّرْ!!
هذه الأرضُ قد تَلوَّتْ وصَاحَتْ .. تَشتَكي تَشْتَكي وكَمْ تَتَحَسَّرْ؟؟
تَشْهَدُ البَغيَ قَد تَمَادى فُجُوراً .. تُبصِرُ الظُّلمَ واقِعَاً يتَجَبَّرْ؟!
ومن الإفكِ والبَلايا انْشِدَاهٌ !! ومِنَ البَأسِ والدَّواهي تَضَوَّرْ..
أيُّ هذا الطُّغيانِ أيَّةُ جُلَّى؟! تَتَراءى بعالَمٍ يتحدَّرْ..
يَتردَّى بحكمهِ أرطَبُوناً .. يحملُ الصَّولجانَ كَي يَتَصَدَّرْ..
يتَمَادى ولا يُقِيمُ كَيَاناً .. أمَمُ الأرضِ دُونَهُ تَتَقَهْقَرْ..
يَتَأَلَّى على البَسيْطَةِ قَسْراً لحقُوقُ الشُّعوبُ كَمْ يَتَنَكَّرْ ؟!
مَنْطقٌ ظَالمٌ وقُطْبٌ مَريدٌ والمَخَازي بفسْقِهِ تَتَطوَّرْ..!
للمَوازينِ كلِّها في ازْدِرَاءٍ والقَوانينُ بالعَتادِ تُسَطَّرْ!!
وسَمَاعُ التَّصويتِ ما عَادَ يُجْدي والقَرارتُ هَكَذا تَتَبَخَّرْ!!
يعجبُ المرءُ والزَّمانُ عَجيبٌ !! والدَّواهي والله لا تُتَصَوَّرْ !!
والرَّزايا تَجتَرُّ أرضِي وقَومِي !! والأمينُ النِّحريرُ ما عَادَ يَظهَرْ !!
والقَرارُ القَرارُ ما عَادَ حُرَّاً .. خُطَّةٌ أحكمَتْ وأَمْرٌ مُدبَّرْ..
يا لهذا السُّفورِ وَجْهَاً قَبِيحَاً والأيادي ممَّا جَنَتْهُ سَتَخْسَرْ
تَمْتَطي صَهْوةَ البِلادِ اغْتِصَاباً فَوقَ بُنْيَانِهِ الفَسَادُ تَعَمَّرْ
وتَداعى القَانونُ والأمْنُ ولَّى مَجلسٌ صَاغرٌ وصَرْحٌ يُؤَطَّرْ
وتَبَدَّى التَّحريرُ تَبَّاً وسُحْقاً ما لهذا النِّظَامِ كيف تَحَوَّرْ ؟!
ومَقَامُ الأمينِ كيفَ تَردَّى ؟! مِحَنٌ تَجعَلُ الجِبَالَ تَفَطَّرْ !!
فالعَزَاءَ العَزَاءَ يا صَفو قَوْمِي أَليَلَ اللَّيلُ والخُطُوبُ تَنَمَّرْ
والرُّؤى خَيَّمَ الوُجُومُ عَليها والأحاسيسُ كالبراكينِ تَضْجَرْ
حَالُنا يحفزُ الشُّعورَ قَراراً أفَنَرضَى بواقع ٍ يَتَدهوَرْ ؟!
تَركَبُ الوَعرَ في الخُطوبِ رجالٌ لا تُطيعُ الأهواءَ بالحقِّ تَزْأَرْ
ومن الدِّين تَستَردُّ شُمُوسَاً تَبْعَثُ الهَديَ عَالماً يَتَحضَّرْ
همُّها ذُروةُ العَلاءِ امتطَاءً تَركبُ النَّجمَ والثُّريَّا تَدَثَّرْ
ترسم الدَّربَ والقَرارُ حَكيمٌ فالنَّواميسُ لا تُحَابي غَضَنْفَرْ
سَيَزولُ الطُّغيانُ واللَّيلُ يَمْضِي ومَقَالُ التَّاريخِ الله أَكْبَرْ
د.محمد إياد العكاري



رد مع اقتباس



ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل
