(1)
يقولون "َ ماتوا ..
ومن لم يموتوا فقد كبروا ،
وعلى قاب قوسٍ وأدنى ،
من الموت ، باتوا
وأما الصغارُ : فليستْ لديهم هنا ذكرياتُ
سينسَوْنَ ما قاله الميتونَ ،
ويحيَوْنَ حيث همُ ، وستمضي الحياةُ .."
(2)
كعادتهِ ، منذ ستين عاماً ،
يسيرُ إلى الخلفِ ، حينَ يسيرُ ،
وتسبقهُ ، إنْ مشتْ ، سلحفاةُ !
عليه عبارةُ " لا للرجوعِ" ،
وتملأ أبوابَهُ الملصقاتُ
ومَن فيهِ ، لا يحسِبون لوقتٍ حساباً
ولا ينزلونَ ،
ولا ينطقون سواها : " خذوا .. "
ولا يسمعونَ سوى قولِ " هاتوا .. "
ويمضي زمانً ،
فيبزغ نجمٌ جديدٌ ، يشيرُ له أنْ توقفْ !
وتحملُهُ فوق أكتافها التضحياتُ !
ويصعدُ ، يجلسُ ، يسمعُ ،
يَقبَلُ ، يبصمُ ، يخلعُ ،
فالراكبونَ عراةُ !
وتُسمعُ " شَكْشكَةٌ " ،
ويلفُّ المكانَ دخانٌ كثيفٌ ،
وتنطلقُ الصافراتُ ..
وللمرة الألفِ ،
تسقطُ مائدةٌ من سماء الكلامِِ ،
عليها فُتاتُ !
***
كعادتهِ ، منذ ستين عاماً
يسيرُ إلى الخلفِ ، حين يسيرُ
ويسخر منهُ ،
ومن راكبيهِ المشاةُ
ويصرخ فيه الشتاتُ :
أتنسى البحارُ شواطئها ، والعصافيرُ أعشاشَها ؟
وبلا جذره هل يعيش النباتُ ؟
أينسى المحبون أوَّل حبٍ لهم يا غزاة ؟
هنا الرملةُ ، اللدُ ، يافا ، الجليلُ ، القبابُ ، هنا زكريِّا
هنا اللاجئونَ ،
هنا اللاجئاتُ !



رد مع اقتباس





