فيما مضى ، كنا نُعَدُّ على الأصابعْ
ونخاف من نظراتكمْ
ونخاف من همساتكمْ
وإذا سمعنا صيحة منكم حسِبناها علينا
وإذا تجمَّع خمسةٌ منكم وساروا وسْط شارعْ
خفنا ، وخِلنا أنَّ عصياناً بدأْ
أو أنَّ أمراً غيرعاديٍّ طرأْ
فاستنفرت قُوَّاتنا ، وتأهَّبت فِرَقُ المدافعْ !

فيما مضى ، كنا نُعَدُّ على الأصابعْ
ونخاف من أحلامكم وكلامكم
وقعودكم وقيامكم
وإذا رأينا نسوةً يمشين ما بين النساءْ
قلنا : " رجالٌ هؤلاءْ " !
وتعمَّدوا تضليلنا ،
فاستعملوا تلك البراقعْ !

فيما مضى
كنا وكنا .. ليتها
ولوصف ما كُنَّاه ، تتسع المقاطعْ
لكنَّ ذلك كان في الماضي
ونحن اليومَ أولادُ المضارعْ !

***
بتنا ألوفاً لا تُعد ولا تُرى
فهناكَ وهميٍّ وواقعْ

لا فرقَ يُذكرُ بين ما زلنا نسميه بلاداً ، وال " مواقعْ " !
فالكبتُ كبتٌ لم يزل
والقمع قمعٌ لم يزل
والكل في " الكرسيِّ " طامعْ !

بتنا ننام اليوم ملء جفوننا
من دون أن يُخشى علينا
أو تُقَضَّ لنا مضاجعْ

كنا ندافع عن كراسينا فما عدنا ندافعْ !

لا شيءَ يزعجنا ، ولا أحدٌ يكدر صفونا
فالكل مشغولٌ بسلطته وقانعْ

ولَّى زمانٌ كانت الحَلَباتُ فيه تكونُ ملأى بالذين تغيَّروا ،
واليوم باتوا مثلنا ،
يتحكمون ويحكمونَ ويرسمونَ ،
وباتت الحلباتُ تبحثُ ، دون جدوى ،
عن مصارعْ !
***
ما أروع " النت " الذي جعل الحياة كما نريدُ ,ونشتهي
النتُّ رائعْ !

***
نقدٌ وبعض النقد لاذعْ :

سبحانهُ !
مَن حوَّل المقموعَ في زمن قياسيٍّ لقامعْ !