وتبكي سوسن : أبتاه أزف الرحيل
اليوم يأتي الفارس على صهوة فرس بيضاء شاهرا عليّ الحب كي ينتزعني من حضنك إلى حضنه و من قلبك إلى قلبه و من روحك إلى روحه .
اليوم تبسم في وجه خاطفي بكل حبور .
سيضرب باسم عائلتك عرض الحائط ؛ لن يبقي من حروف اسمي الكثيرة إلا على سوسن و بكل صلف سيلصق اسمه بي بدلا من اسمك .
أمام ناظريك سيطوق عنقي بذراعه و يمضي وأنت تصفق له ببسمة صفراء .
اليوم تخلو غرفتي إلا من صورة خرساء تذكرك بي .
اليوم يا أبتاه تفقد عطر أنفاسي و تخسر الرهان .
اليوم يسلخ الفرح القادم عن وجهك دقائق زمن قضيته في كنفك .
اليوم يبدأ التوقيت الجديد لميلادي الثاني أو قل لموتي الأول .
اليوم تناجي سريري البارد و تطبع على وسادتي الخالية قبلة عجفاء .
اليوم يفتتح بيت جديد لا يربطك به إلا بقايا صور و خيال يردد صدى : بابا .
اليوم يخلو مقعدي و تعبث الريح بأغطيتي و يسكن الفراغ مائدتي .
إبك ما شئت فلن يسمع نشيجك أحد .
و اغضب ما شئت فلن أُعاد إليك .
أنت قلت لهم : خذوها .
أنت وضعت يدك في يد خاطفي و قلت : زوّجتك ابنتي على سنة الله و رسوله .
لا تبك اليوم حبا مضاعا أنت أسلمته المجهول طائعا مختارا .
غدا سأطلب إذنا كي أراك .
غدا سأتوسل و أتسول قبلة أبوية .
غدا يجرجرني الغريب القريب شرقا و غربا متجملا عليك : ها قد زرناك .
غدا أعود إليك بحفيد يخلع عليك لقبا جديدا يقربك من النهاية خطوة .
غدا تقول : صرت اليوم أكبر .
غدا تقول : صرتُ اليوم أكثر .
غدا تقول : صرت اليوم أغرب .
غدا تقول : وحدي أقرع طبول الفرح و أبكي .