إني يتيم ضاعَ الطريقُ وفاتني صحبي
عزمي تُحَطِّمُهُ الليالي بعدما كَسرَتْ بأوجاعِ النَّوى قلبي
و يدي تُلَمْلِمُ دمعة نَزَّافَةً خَرَقٌتْ حجابَ الحُزنِ والكربِ
أسعى ويقتلني الأسى من حَيْرتي ومِنَ التَّخَبُّطِ دونما دربِ
أين المسيرُ ؟ وَقَفْتُ ما لي حيلةٌ حلَّ الظلامُ و ضِعْتُ ما ذنبي ؟
ضاقت بيَ الدنيا بكلِّ حدودِها ضاق الفضاءُ بأُفْقِهِ الرحبِ
و بكيتُ مِنْ ألمٍ على ما حلَّ بي و وضعتُ خدي الحُرَّ في التُّرْبِ
فإذا يدٌ تمتدُّ في عطفٍ إلى رأسي بكلِّ الطِّيبِ والحَدْبِ
مِنْ كافلٍ يرجو اصطحابَ محمدٍ في جنةٍ فاقْبَلْهُ يا ربي
قد جاء من بيتِ الزكاةِ وضمَّني حضنُ الزكاة كبيرةِ القلبِ
أيقنتُ أني لا محالةَ هالكٌ فإذا بهِ في لحظةٍ قُرْبي
الحمدُ للهِ الذي أهداك لي يا شمعةً بيضاءَ في دربي
بيتَ الزكاةِ لقد حَمَلْتَ برحمةٍ أعباءَ همٍّ أثقلتْ صُلْبي
هذي الزكاة كريمةٌ مثلُ النَّدى تُعطي اليتيمَ بكفِّها الخَصْبِ
من عهدِ يتميَ و العطايا جَمَّةٌ كُبرى كمثلِ الرملِ و السُّحْبِ
و إلى كفيل الخيرِ خيرٌ وابلٌ في عهدِه في الشرقِ و الغربِ
عهدٌ به بشرى لكلِّ مُؤمِّلٍ يرجو عطاءَ الخيرِ و الحُبِّ
إنِّي يتيمٌ شاكرٌ لكفالتي و لكمْ أُقدِّمُ مُخْلصًا قلبي
شعر : محمود آدم





