اعتذارية
غضـــبت و لم أدرِ ســر الغضبْ
ظنـــــنت بأني صديقــك حتى
رأيتـــك في ليـــلــة تلتهـــبْ
و تقسم أنك ســــــوف تريـــــني
جــــزاء تخطيَّ حــدَّ الأدبْ
و رحــــت تمـــــزق ما بينـــــنا
و تلـــقي بتاريخــنــا للهـــــبْ
و تقذف وجهي بوجـــه عبوس
و تلقي على مسمعـي بالشهبْ
و رحت تبعثـــرني في الزوايا
كلامك نار و جســمي حطبْ
أهذا لأني تجــــــاوزت حتى
قفــزت إليــك وراء الحجبْ
تراجعت حين غضبـــت قليلا
و أبصرت وجهك حــين انقلبْ
و ساءلت نفسي أوجهـــك ذلـ
ـك أم أن في ناظــري العطبْ
دنـــوت لأبصــره من قــــريب
و رحت أراقـبه
لعـــلي أخــيب ظــــني لعــلي
لعلي ألاقــيك
فأبصــــرت وجها غريبا غريبا
إذا ما اقتربت مضى و اغتربْ
لماذا ذبحت الهوى يا صديقي
أما كان بين الأحــــبة حبّْ
أما كان في ودِّنا أغنـــــيات
تغـــردها الطير فوق السحبْ
تقبــــــلت كل كلامــــك حتى
إذا لم يكن ظاهرا لي السببْ
فما لك ثــرت على كلـــــــــمة
و جازيــت أحـــرفها بالخطبْ
لماذا أجبـني فإني تعبــت
من الفكر و الشك حق التعبْ
عتبت عليــــك لأني مريـــــد
و بحـــت بشوقي لأني محبّْ
تغيبت فيك وراء الحدود
أفتش فيك و منك أعب
و أنت تحفزت عند كلامي
لأنك في داخلي لم تغب
تعمقت فيك لأني جواد
عنيد يموت إذا لم يثب
على كل حــــالٍ أنا آســــــف
و إن كنت أولى بهذا الغضبْ
شعر : محمود آدم