أَحيكُ القَصيِدَ عَلى ضُوءِ شَمْعَة وَ تَنْزِعُ نَفْسي إِلى الجَهْلِ نَزْعَة
فأَشْرَبُها و النّجُومُ سُكارى لَها في الدّياجي المُضلاّتِ شَعّة
فيا صاحِبَيَّ إِليّ بِزِقٍّ لِأَجْرَعَ مِنْهُ عَلى الهَمِّ جَرْعَة
و أَسْقِيَهُ من دِناني شُجوني فَيُغْمِدُ آهاً وَ يَسْتَلُّ دَمْعة
كَأَنَّ فُؤادي وَ قَدْ لَجَّ حُزْناً وَ هامَ شَريداً مِنَ الليلِ قطْعة
تَشجُّ العَواصفُ غيمي وَ تَذْري رِمالَ سَمائي إِلى غَيْرِ بُقْعَة
فَمالي وَنَدْبَ الحَياةِ و ليستْ سوى محنةٍ أنْ تَحِلَّ و صَرْعَة
وَ مَرُّ الأماني كَمَرِّ الثواني تَجيءُ سِراعاً وَ تَمْضي بِسُرْعَة
فَدَعْني جَهولاً أُعالِجُ دَهْري فَلِلْعَقْلِ عُشْرٌ وَ للْجَهْلِ تِسْعَة
وَ خُذْ ما تَشاءُ وَ دَعْ ما تَشاءُ فَما للزّمانِ إِذا مرَّ رَجْعة
أَراني و ليلي رَفيقيْنِ لكن نصيبي سُهادٌ وَ للْيلِ هَجْعَة
كَأنّي الصقيعُ أَموجُ جُنوناً وَ بَرْدي على صَفْحَةِ الفَجْرِ صَفْعَة
زَفيري حَفيفٌ وَ صَدْري خَريفٌ وَ عَيْنايَ مِنْ صَخْرَةِ الحُزْنِ نَبْعَة
أَلوذُ بِكفّ الشتاءِ رذاذاً وَ أَرْضَعُ صيْفَاً مِنَ الشمْسِ رَضْعَة
أَنا مِنْ أَنيني غَزَلْتُ فُصولي فَكُنَّ عَلى وَحْشَةِ العُمْرِ سَبْعَة
ذَرَعْتُ السنينَ العقيماتِ ذَرْعاً وَ صِرْتُ على دَيْدَنِ الغيبِ بِدْعَة
شَقَقْتُ رُخامَ السّماواتِ صُبْحاً وَ شَقّقْتُ عُقْمَ المَفازاتِ زَرْعَة
خَلَعْتُ عَلَيّ مِنَ الفَجْرِ مُلْكاً وَ شَيّدْتُ في نَفْحَةِ النّورِ قَلْعَة
وَ ذُبْتُ مِداداً بِجَوْفِ يَراعي لِاَكْتُبَ نَفْسي عَلى ضوءِ شَمْعَة








