ملأتُ صدري وقد أوصدتُهُ حَرَسا لعلَّ هزّاعَ حيناً يقرعُ الجرسا
إذا بهِ يبني الأسوارَ مُحتجباً عن نهرِ وِدِّي وقد ولّى وقد عَبَسا
إلى متى أيها الرعديدُ مُنكفئٌ في بئرِ غيِّكَ تقضي العمرَ منغمسا
عُد للرشادِ و سِرْ إن شئتَ في أثري فلن تضلَّ ولن تشقى كمن تعِسا
علمتُ أنّكَ يا هزاعُ مُنغلقٌ على ضلالِك ترجو أن لعلَّ عسى
يغضُ هذا النصيحُ الطرفَ عن زللي وأن يرى منطقِي من نُصحِهِ يئسا
أراكَ تُزمعُ يا هزاعُ ممتطياً مُهرَ الجفاءِ وقد أسرجتَهُ فَرَسا
عُد يا عُميرُ فلم تُفلِت ولو بَعُدَت عنّي خُطاكَ ، فكم كبّلتُ مختلسا
يا أكمهَ الرشدِ لا يُشفيكَ من صممٍ طِبّي إذا عِشتَ في الأوهامِ منتكِسا
أقبِل فكم سرّني أن لا أموتَ وقد عدمتُ مَن لا يراني قبلَهُ قَبَسا
ويقتدي بنضالي مسلكاً وعِراً وما أظنُ ابنَ آوى يُدركُ الشرِسا
سِرْ من ورائي وحاول أن تكون كمن لا ينثني إن نوى صبحاً ولا غَلَسا
ولن تكون كمن خاضَ العُبابَ ولن يكونَ مَن أبصرَ الجَوزا كمن لمسا
كم عُدتَ من جسرِ ديرِ الزورِ مبتئسا وكم مججتُ دماءَ الغيدِ مُفترِسا
لن يقطفَ الوردَ إلاّ العارفون وهل مَن يجتني الشوك جهلاً مثلُ مَن غرسا
أرعى النجومَ وقد لاحت تسامرني فلستُ في قامتي كلاّ كمَن جلسا
روضُ الفؤادِ أفانينٌ أُنمّقُها وطلعُ قفرِك يا هزّاعُ قد يبِسا
أصوغُ من أُمهاتِ الشعرِ أمكرَها وتنسجُ الردَّ إن أفلحتَ مقتبِسا
![]()







