نَزَحَ الشَّوْقُ فَاسْتَجَمَّ القَلَمْ وانْطَفَا الوَجْدُ فاطْمَأَنَّ الأَلَمْ
وسَلَا القَلْبُ فِيْكِ نَبْضَ الجَوَى لا ضَيَاعاً لا ذِلَّةً لا ضَرَمْ
وَسِرَاجٌ أطفأتُهُ فانَزْوَتْ بشُرُوقِ الضِّيَاءِ ذِكْرَى الظُّلَمْ
وَطَرِيقِي هَشَّمْتُ أَشْوَاكَهُ مَنْ يَطَا الشَّوكَ لا يُدَارِ العَنَمْ
أَنْتِ عَلَّمْتِنِي القَسَاوَةَ فِي كلِّ شَيءٍ فَهَلْ تُلامُ القَدَمْ !؟
جِئْتِنِي الآنَ تَدَّعِينَ الهَوَى بَعْدَمَا القَلْبُ بالسَّقَامِ ازْدَحَمْ
أَيْنَ مِنِّي الوِصَالُ فِيمَا مَضَى! قَبْلَ أَنْ يَعْتَرِي هَوَانَا الهَرَمْ
حَيْنَ أنْجَبْتِهِ رِمَيْتِ بهِ فِيْ فُؤادِي مُكَفَّلاً بِالضَّرَمْ
صَرَخَاتٍ يَصِيحُهَا كلُّ مَا فيِّ أُذْنٌ لَهُ وعَيْنٌ وَفَمْ
شبَّ ناراً مُلقَّماً بالغَضَا ثَائِرَ الشَّوْقِ مسْتَهَاجَ الحُمَمْ
فَاقِدَ الوَجْدِ خَابِطاً خَطْوَهُ كَيْتِيمٍ لَمْ يَدْرِ مِنْ أَيِّ دَمْ
لا تُنَادِي ولا تُشِيرِي لَهُ فَهْوَ أَعْمَى وَأَبْكَمٌ وَأصَمْ
واخْلَعِي عَنْكِ لَحْظَتَيْ مَا أَرَى بَسْمَةَ العَطْفِ وَامْتِثَالَ النَّدَمْ
ياظَلُومَاً رَضيتُهُ آمراً وَخَلِيلاً مُنَادِمَاً وَحَكَمْ
كلُّ جُرْمٍ بِالصَّفْحِ يُمْحَى عَدَا جُرْمَ خلٍّ قَصْدَ التَّجنِّي ظَلَمْ
كَمْ قَرِيبَانِ نَحْنُ فَي خَطْوِنَا وَبَعِيدَانِ فِي الصَّبَابَةِ كَمْ
أَنْتِ مِنَّي فِي جنَّةِ المُعْتَلى وَأَنَا مِنْكِ فِي جَحِيمِ الوَهَمْ
وَإِليكِ اسْتَبَدَّ مَحَضُ الهَوَى وَكَمِ الشَّوْقُ فِي سُهَادِي احْتَدَمْ
كلَّمَا الفَجْرُ جَاءَنِي بَاسِماً قُلْتُ : يَافَجْرُ مَاوَعَيْتُ فَنَمْ
أَنَا والكأسُ وَهْيَ فِيْ طَيْفِها وَالأمَانِي فِي سَهْرةٍ والنَّغَمْ
يَاظَلُوماً حَمَائِمُ الأَيْكِ مِنْ أُغْنِيَاتي صَدَّاحَةٌ بَالذِّمَمْ
أُغْنِيَاتٍ لوْ جُسِّدَتْ صُورَةً سَلَبَتْ لُبَّ يَعُرُبٍ وَالعَجَمْ
بِفُؤَادٍ أَعَطَاكِ مَمْلَكَةً لكِ فَيهَا أرائكٌ وَخدَمْ
وَيَنَابِيعُ ماؤها ناضحٌ وبِهَا العُمْرُ جَنَّةٌ وَنِعَمْ
دَرُسَتْ لا عَضَضْتِ أُنْمُلَةً نَدَمَاً كَيْفَ لَمْ تَقُولِي نَعَمْ
لنْ تَهُزَّ العُيُونُ -ما أسْبَلَتْ دَمْعَهَا- مُهْجَتِي, وَفِيهَا العَدَمْ
فِيكَ كَمْ صُغْتُ لُؤْلُؤاً ثَائِراً كَلَّمَا مَسَّ جِيدَ حَسْنَا انْثَلَمْ
وَرَسَمْتُ الشُرُوقَ فِي وَحْدَتِي أُمْنِيَاتٍ مُشِّعَةً فِي القِمَمْ
وسَلَكْتُ الشُجُونَ مَا مُنْجِدٍ أوْ أَنِيسٍ إلا نَأََى وانْهَزَمْ
قَدْ قَضَيْتُ الزَّمَانَ لا أرَعَوِي يَنْهَشُ الحُزْنُ أضْلُعِي والسَّأَمْ
فَلَأَسْلُو الهَوَى ألا بِئسَ مَا جَلَبَ العُمْرَ حُرَقةً وَوَصَمْ
ولَأَقَضِي الحَيَاةَ مُنْتَصِباً نَاكِرَ الحُبِّ جَاحِداً لا جَرَمْ
كَيْفَ يَقْتَصُّ في الهَوَى عاشقٌ حَقَّهُ وَهْوَ بِالهَوَى مُتَّهَمْ






