اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم مشاهدة المشاركة

ليتني قتلته

منكَ ومنها .. لن أذوب أنا
قد ذبتَ من زمنٍ
وذبتُ أنا
غرقتَ من زمنٍ ..
غرقتُ أنا ..
يابئسَ قلباً قد سكنتَه
وقد سكن العنَا
يابئس أشواقي أبددها سُدَى ..
يابئس أوراقي أسطرها دما
وبئس أشجاني أصففها على الأضلاع يلفحها الظمأ
يابئس كلماتي أنضدها على التنور يحرقها اللظى
ياقلبها ..
ياحرفها ..
ياوسمها الموبوء بالتشدق .. بالتحلل
بالشقا
وياقلبه ..
ياحرفه ..
ياوسمه الموبوء بالتعدد ..
بالتطاير
في رصاصات
تصيب أنسجتي
وتهلكني أنا
منكَ ومنها قد تمزّقتِ العرى
ماعدتَ مني
عدتَ تخرقني
تُخرّق أوردتي
دون أن تشعر أنني
كنتُ هناك أنا القتيل
وكنتَ أنتَ المُدى ..
والغاز
والفتيل !
يابئس أنفاسي تشابهت الحريق
تشابهت موج ضرير
فكنتُ الدخان
وكنتُ الغريق !
يافيح أحزاني تعالى
صبّ كالصنبور
ياغضبة التنور
تفجّر في شراييني
تفجّر ..
وياكلّ نوائح الثكلى
هلمّي ونُوحي
اغرقي الآفاق دمعاً
فجّري الأرض صراخاً
وعويلاً ..
ونواحاً ..
ماتَ قلبي مسروقاً
ومنبوذاً
بعدما ..
بِيع في سوق العبيد
تاه في عطن العبيد
ليتني قتلتُه
قبل أن يسرقوه !
ليتني قتلتُهُ
قبل أن يسرقوه !
بل هو قلب أبيض لن تنكت فيه نكتة سوداء ، ولن يُسترق أو يُسرق ، هو قلب يأبى الذل والأغلال ، قلب أشرب الإيمان بالله ، وآمن بالقدر ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .

ذات البيان اليوسفي ، والمعاني الصديقة الأستاذة القديرة عطاف سالم حرسها الله

إن القلوب الصادقة المرهفة مهما مزقتها القسوة تتعافى سريعا ؛ لأن الصدق منجاة ، ولن تخذل وهي به تنبض .المخذول الخاسر تلك القلوب المتقلبة دونما سبب أو عذر ، وإنما لتمارس البحث عن الذات وإن أدمت من أجل ذلك قلوبا أخلصت وصدقت .

أيتها الأستاذة الأديبة ترنمي مبتسمة بما استهل به هذا النص - منكَ ومنها .. لن أذوب أنا - المتجلد النازف ألما من حياة الطين والوحل ، وحلقي في سماوات الطهر والإبداع ، فهي مكانك الذي يسكنك وتسكنينه حتى تفتح لك أبواب الجنة برحمة الله وعفوه .

حفظك الله دوما وأبدا ، وقرن بخطوك الفلاح والنجاح والسعادة .