كَبَرْقٍ تَلَاحَقَ ثَارَ السَّهَرْ يُرَعِّشُ جَفْنِي كَلَمْحِ البَصَرْ
فَيَنْسَكِبُ الدَّمْعُ مِنْ مُقْلَتِي كَخَمْرٍ بِكَأْسٍ هَوَى وَانْكَسَرْ
أَصِيخُ لِصَمْتٍ عَلَى سَكْرَةٍ كَأَنِّي أُلَاحِقُ عَزْفَ وَتَرْ
فَأَهْتَزُّ حِيناً عَلَى رَجْفَةٍ وَأَجَمُدُ حَيناً وَلَا كَالْحَجَرْ
وَيَنْبُضُ قَلْبَي بِأَنِّي هُنَا فَأَعْلَمُ أَنِّيَ لَمْ أَحْتَضِرْ
أَنِينُ فُؤَادٍ وَتِيهُ خَيَالٍ بِكَبْتِ شُعُورٍ وَقَذْفِ فِكَرْ
وَحَوْلِيَ مَا لَا يُحَسُّ وَلَا يُرَى غَيْرَ أَنِّي لَمَحْتُ صُوَرْ
إِذَا أَطْرَقَتْ وَجْنَتَايَ بِهَا تَعَاصَرَتَا دُونَ صَيْدِ أَثَرْ
فَأُدْرِكُ أنِّي بَلَغْتُ الجُنُونَ وَلَكِنْ يَكُونُ لِأَنْفِي الخَبَرْ
وَمَا اخْتَلَجَ الْهَمُّ فِي أَضْلُعِي وَمَدَّ حَمَائِمَهُ وَاسْتَعَرْ
وَكَبَّلَ مِنْ وَجَفِي خُطْوَتِي عَلَى الأَرْضِ إِلَّا لِأَنِّي بَشَرْ
فَيَنْسَى الإِلَهَ مَتَى مَا اغْتَنى وَيَدْعُوهُ رِزْقَاً مَتَى مَا افْتَقَرْ
وَيَلْهُو بِصِحَّتِهِ مُفْسِداً وَيَرْجُو بِوَعْكَتِهِ مُحْتَضِرْ
يَرَى العُرْيَ يَزْنِي بِمُقْلَتِهِ وَلَيْسَ لِهَذا أُتِمَّ البَصَرْ
وَيَلْفُظُ دَوْنَ المُرَاعَاةِ قَوْلاً يَئُولُ بِهِ لِلْظَى المُسْتَعِرْ
وَشَخْصَانِ أَيدِيهُمَا فِي سَلامٍ وَلَكِنَّ فِي العَيِنْ وَهْجَ شَرَرْ
وَيَبْتَسِمَانِ كَأَنَّ عَلَى مُحَيَّيهِمَا التَّمَّ نُورَ القَمَرْ
مَتَى أدْبَرَا كَفَّرَا سُنَّةً تَقَرَّفَ هَذَا وَذَاكَ احْتَقَرْ
لَنَا فِي الدُّنَا عِبَرٌ وَيْلَتِي نَرَاهَا مِرَاراً وَلَا نَعْتَبِرْ
وَنُدْرِكُ أنَّ الهَوَى مُهْلِكٌ وَنَتْبَعُ لَذَّاتِهِ مَا أَمَرْ
وَنَطْرُقُ بَابَ الرَّدَى مُوصَداً وبَابُ النَّجَاةِ فَسِيحُ المَمَرْ
بِفِتْنَةِ دُنْياً تَزُولُ نَدومُ عَلَى غَفْلَةٍ فِى هَوَىً مُحْتَقَرْ
وَكُلٌّ يُفَكِّرُ فِي عَيشِهِ رَبِيعٌ وَصَيفٌ , خَرِيفٌ وَقُرْ
فَأَمَّا القُبُورُ فَمَنْ سَائِلٌ لِمَا بَعْدَهَا جَنَّةٌ أَمْ سَقَرْ
رَجَوتُكَ رَبِّي وَمَا حِيلَتِي فَأَنْتَ المَلاذُ , إِلَيْكَ المَفَرْ
وَأَنْتَ العَلِيمُ وَأَنْتَ الرَّحِيمُ بِكَ العَفْوُ رَبِّي بِكَ المُغْتَفَرْ
وأنتَ العزيزُ وَأَنتَ القديرُ مَتَى شِئْتَ قُلْتَ فَكَانَ القَدَرْ





