صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: الحارس الخشبي

  1. #1
    من مواضيعي

      افتراضي الحارس الخشبي

      الحارس الخشبي

      أحمد حسين أحمد

      لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
      لا شجرٌ على ممشى مسالكها يدلُّ إلى اتجاه الربع
      تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
      وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
      وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
      تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
      لا مأوى، ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
      فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..
      زفراتها رجعُ الصدى،
      وعويلكَ الخابي اصطفاق الريح
      ما حطّتْ بقربكَ بجعةٌ،
      أو فرَّ من شفتيك شحرورٌ فصيح
      عبثاً تهادن فرحةً
      ورداءك الحالي سكاكين الكروب
      طلٌّ يهفُّ عليكَ من وجهِ الصباحِ،
      وأنتَ مرهونٌ إلى سحبٍ سكوب
      والماء يجري تحتَ نخلاتٍ عجافٍ
      ما حملنَ بتمرةٍ أ فترتجي وقتَ القطوف؟
      الكوكبُ الأرضيُ دارَ كمغزلٍ،
      في جيبكِ الخاوي فمن أين النقود؟
      تأتي، وأنتَ الساهمُ المحموم تكنسكَ المقاهي للمقاهي،
      والحدودُ إلى الحدود..
      فعلام يستهويكَ دربٌ لا يعود
      ومسالكُ الحمّى التي سطّرتها،
      ترتجُ في جوفِ البراكين الخمود؟
      سفراتُ " ماجلاّن" ، رحلُ السندبادِ،
      دروبها، الـغاب الذي قطّعتَ،
      ما انضمّتْ إليكَ بواخر الأحبابِ،
      أو حملتكَ أمواجٌ إلى حضنٍ ودود..
      تبيضُّ عينكَ في الكهوفِ،
      وتوشك الأشباح تمتين القيود
      إنْ كنتَ تسأل أو تعيد:
      من أين جاءت بابتسامتها،
      علامات التوسل ، حاجبيها معبر الأسرار،
      للجسدِ البعيد..
      فتعالَ نفترش المدى،
      ورداءها الشفق الأكيد..
      يا أنتِ يا دفئ المجامر في المكان
      كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
      كالثلجِ المعفّرِ بالدخان
      في ليلة السبي الأخير ؟
      اليوم أقفلت القرى أبوابها،
      والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
      أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
      ويداهُ دولابٌ كسير
      يرتجُّ حين تمايلٍ وتطقطقُ الخطواتُ،
      إذْ بدأ المسير
      من كوّتي في الكهفِ أرقبُ كرشَهُ،
      يهتزُّ كالبطِّ السمين
      يمشي، وتنبحني كلابُ مسيرهِ،
      إنْ رمتُ عَوداً بالخيالِ إلى مكحّلةِ العيون
      أوراقي الحبّلى بشوقي للنخيلِ،
      وللشواطئ والجنون
      أضغاثُ أحلامٍ سَأَمتُ حريقها،
      وسَأَمتُ ترتيل الشجون
      يمتدُّ برقٌ من شفاهكِ يخطفُ الحمّى،
      وينتهكُ العيون
      يدعو منافذ عزلتي للطينِ في الجرفِ الحنون
      يا آه يا شطَّ الحياةِ،
      ويا طفولةَ جريهِ بين الأتون..
      الآن أدركتُ التصدّعَ،
      منذُ أنكرني طريقُ العَودِ ،
      والبجعُ المهاجر صوبَ حضنكِ والبقاع
      أسرابهُ المتناثرات مراكبٌ عبرتْ خطوط تخبطي،
      وبلا شراع
      الآن أحسستُ القطيعةَ،
      واعترتني الصبوة الأولى إلى الوطن المُضاع
      يا آه يا تلك البقاعِ على ضفافِ الدجلتين
      فيها ولدّتُ وعندها يا ربُّ ، فليأتي الوداع
      ألمانيا4/12/2008

    • #2
      من مواضيعي

        افتراضي

        بسم الله الرحمن الرحيم
        والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله واصحابه الغر الميامين



        الاستاذ الكبير المفضال احمد حسين احمد
        تحية الاسلام

        كل عام وانت الى الله اقرب
        جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
        ادامك الله ذخرا لهذا الصرح الاسلامي الشامخ شموخ سنديان فلسطين
        لك مني عاطر التحية واطيب المنى
        دمت بحفظ المولى
        باحترام تلميذك

        خادم المنتدى
        ابي مازن

      • #3
        من مواضيعي

          افتراضي

          لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
          لا شجرٌ على ممشى مسالكها يدلُّ إلى اتجاه الربع
          ..
          تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
          وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
          وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
          تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
          ...
          لا مأوى، ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
          فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..




          يالله


          هو ترحيب بعملك الجديد الذي لم أقرأ منه سوى هذا
          مدهش أيها الشاعر
          ولي أكثر من عودة لنقد العروض
          ولم أنس العودة الأخرى
          محبتي كاملة
          ياصاحبيَّ هباءٌ صارَ من خدَعِي ولمْ أكنْ منصتًا والريحُ تصطفقُ

        • #4
          من مواضيعي

            افتراضي

            طلٌّ يهفُّ عليكَ من وجهِ الصباحِ،
            وأنتَ مرهونٌ إلى سحبٍ سكوب
            والماء يجري تحتَ نخلاتٍ عجافٍ
            ما حملنَ بتمرةٍ أ فترتجي وقتَ القطوف؟

            [align=center]
            أخي الكريم الشاعر أحمد حسين...
            السلام عليكم
            و مبروك عيدك..

            حضور كثيف للوطن يؤرق مضجع صاحبه..

            من زفرة الكلمات المتراميات على مساحات الغربة..

            إلى تراسل الأحزان مع النخيل المرابط على ضفاف دجلة و الفرات..


            حقق الله لك ما تتمنى..

            و بارك الله فيك...

            عبد القادر رابحي
            [/align]

          • #5
            من مواضيعي

              افتراضي

              اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطفي الياسيني مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم
              والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله واصحابه الغر الميامين

              الاستاذ الكبير المفضال احمد حسين احمد
              تحية الاسلام

              كل عام وانت الى الله اقرب
              جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
              ادامك الله ذخرا لهذا الصرح الاسلامي الشامخ شموخ سنديان فلسطين
              لك مني عاطر التحية واطيب المنى
              دمت بحفظ المولى
              باحترام تلميذك

              خادم المنتدى
              ابي مازن
              شيخ المجاهدين الفاضل أستاذنا لطفي الياسيني
              سلمت أيها الثائر المغوار وأدام ظلك علينا يا منبع الصفاء ورمز المقاومة
              حرسك الله وحفظك ..وعاشت فلسطين حرة عربية
              تقبل تحياتي ومبحتي
              تلميذكم

            • #6
              من مواضيعي

                افتراضي

                اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى سليمان مشاهدة المشاركة
                لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
                لا شجرٌ على ممشى مسالكها يدلُّ إلى اتجاه الربع
                ..
                تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
                وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
                وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
                تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
                ...
                لا مأوى، ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
                فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..

                يالله
                هو ترحيب بعملك الجديد الذي لم أقرأ منه سوى هذا
                مدهش أيها الشاعر
                ولي أكثر من عودة لنقد العروض
                ولم أنس العودة الأخرى
                محبتي كاملة
                الشاعر الجميل يحيى سليمان

                أهلا بك أيها الحبيب كلما حللت..
                وشعورك الطيب هذا دلالة محبة وود أشكرك عليه جدا

                ونعم ، سوف انتظر عودتك هنا وهناك..
                وتقبل تحياتي ومحبتي

              • #7
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..
                  ============

                  نم في سطور قصيدة سغبى على شفة الظنون ذبحتها
                  فنوشحت بالجدب بارقة المطر!

                  [/color][/color][/size]
                  يا أنتِ يا دفئ المجامر في المكان
                  كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
                  كالثلجِ المعفّرِ بالدخان
                  في ليلة السبي الأخير ؟
                  اليوم أقفلت القرى أبوابها،
                  والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
                  أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
                  ويداهُ دولابٌ كسير

                  ====================

                  صنم من الاصنام يمشي في ظلام الدرب لكن
                  هل تعي الاصنام اين ستنتهي بالدرب قافلة المسير؟!

                  تحية لك ايها النديم
                  وكل عام وانت بخير

                • #8
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسين أحمد مشاهدة المشاركة
                    الحارس الخشبي

                    أحمد حسين أحمد

                    لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
                    اليوم أقفلت القرى أبوابها،
                    والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
                    أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
                    ويداهُ دولابٌ كسير
                    يرتجُّ حين تمايلٍ وتطقطقُ الخطواتُ،
                    إذْ بدأ المسير
                    من كوّتي في الكهفِ أرقبُ كرشَهُ،
                    يهتزُّ كالبطِّ السمين
                    يمشي، وتنبحني كلابُ مسيرهِ،
                    إنْ رمتُ عَوداً بالخيالِ إلى مكحّلةِ العيون
                    ألمانيا4/12/2008
                    الأخ الحبيب أحمد حسين
                    محلق كعادتك في قصيدة مبهرةفي
                    مضمونها وسبكها وموضوعها
                    لاحرمنا ابداعك الجميل
                    كل عام وأنتم بخير
                    أخوك
                    محسن شاهين المناور

                  • #9
                    من مواضيعي

                      افتراضي

                      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسين أحمد مشاهدة المشاركة
                      الحارس الخشبي

                      أحمد حسين أحمد

                      لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
                      لا شجرٌ على ممشى مسالكها يدلُّ إلى اتجاه الربع
                      تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
                      وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
                      وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
                      تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
                      لا مأوى، ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
                      فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..
                      زفراتها رجعُ الصدى،
                      وعويلكَ الخابي اصطفاق الريح
                      ما حطّتْ بقربكَ بجعةٌ،
                      أو فرَّ من شفتيك شحرورٌ فصيح
                      عبثاً تهادن فرحةً
                      ورداءك الحالي سكاكين الكروب
                      طلٌّ يهفُّ عليكَ من وجهِ الصباحِ،
                      وأنتَ مرهونٌ إلى سحبٍ سكوب
                      والماء يجري تحتَ نخلاتٍ عجافٍ
                      ما حملنَ بتمرةٍ أ فترتجي وقتَ القطوف؟
                      الكوكبُ الأرضيُ دارَ كمغزلٍ،
                      في جيبكِ الخاوي فمن أين النقود؟
                      تأتي، وأنتَ الساهمُ المحموم تكنسكَ المقاهي للمقاهي،
                      والحدودُ إلى الحدود..
                      فعلام يستهويكَ دربٌ لا يعود
                      ومسالكُ الحمّى التي سطّرتها،
                      ترتجُ في جوفِ البراكين الخمود؟
                      سفراتُ " ماجلاّن" ، رحلُ السندبادِ،
                      دروبها، الـغاب الذي قطّعتَ،
                      ما انضمّتْ إليكَ بواخر الأحبابِ،
                      أو حملتكَ أمواجٌ إلى حضنٍ ودود..
                      تبيضُّ عينكَ في الكهوفِ،
                      وتوشك الأشباح تمتين القيود
                      إنْ كنتَ تسأل أو تعيد:
                      من أين جاءت بابتسامتها،
                      علامات التوسل ، حاجبيها معبر الأسرار،
                      للجسدِ البعيد..
                      فتعالَ نفترش المدى،
                      ورداءها الشفق الأكيد..
                      يا أنتِ يا دفئ المجامر في المكان
                      كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
                      كالثلجِ المعفّرِ بالدخان
                      في ليلة السبي الأخير ؟
                      اليوم أقفلت القرى أبوابها،
                      والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
                      أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
                      ويداهُ دولابٌ كسير
                      يرتجُّ حين تمايلٍ وتطقطقُ الخطواتُ،
                      إذْ بدأ المسير
                      من كوّتي في الكهفِ أرقبُ كرشَهُ،
                      يهتزُّ كالبطِّ السمين
                      يمشي، وتنبحني كلابُ مسيرهِ،
                      إنْ رمتُ عَوداً بالخيالِ إلى مكحّلةِ العيون
                      أوراقي الحبّلى بشوقي للنخيلِ،
                      وللشواطئ والجنون
                      أضغاثُ أحلامٍ سَأَمتُ حريقها،
                      وسَأَمتُ ترتيل الشجون
                      يمتدُّ برقٌ من شفاهكِ يخطفُ الحمّى،
                      وينتهكُ العيون
                      يدعو منافذ عزلتي للطينِ في الجرفِ الحنون
                      يا آه يا شطَّ الحياةِ،
                      ويا طفولةَ جريهِ بين الأتون..
                      الآن أدركتُ التصدّعَ،
                      منذُ أنكرني طريقُ العَودِ ،
                      والبجعُ المهاجر صوبَ حضنكِ والبقاع
                      أسرابهُ المتناثرات مراكبٌ عبرتْ خطوط تخبطي،
                      وبلا شراع
                      الآن أحسستُ القطيعةَ،
                      واعترتني الصبوة الأولى إلى الوطن المُضاع
                      يا آه يا تلك البقاعِ على ضفافِ الدجلتين
                      فيها ولدّتُ وعندها يا ربُّ ، فليأتي الوداع
                      ألمانيا4/12/2008

                      الشاعر الكبير احمد حسن احمد

                      مبهر أنت في نبضك ..ومساحات الخيال

                      سلمت..وسلم مدادك..

                      محبتي

                      عيدك مبارك ..وسعيد
                      الفكـرة ُ..العالـية ُ..
                      لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

                    • #10
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
                        كالثلجِ المعفّرِ بالدخان
                        في ليلة السبي الأخير ؟


                        الله قصيدة بألف جمال وجمال ... لا أملك إلا تثبيت هذا النّص للقراءة .. هلمّوا

                      صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

                      المواضيع المتشابهه

                      1. الحارس
                        بواسطة هشام النجار في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 12
                        آخر مشاركة: 09-02-2024, 07:46 PM
                      2. حدثني المقعد الخشبي ..!
                        بواسطة حسن سلامة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
                        مشاركات: 12
                        آخر مشاركة: 04-02-2024, 10:51 AM
                      3. نقد بحث الملاك الحارس
                        بواسطة اسلام رضا في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
                        مشاركات: 0
                        آخر مشاركة: 07-11-2023, 06:23 AM
                      4. الحارس الليلي
                        بواسطة محمد نديم في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 4
                        آخر مشاركة: 21-02-2023, 10:06 PM
                      5. همسات المقعد الخشبي ( قصة قصيرة )
                        بواسطة دكتور محمد فؤاد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
                        مشاركات: 23
                        آخر مشاركة: 07-05-2015, 10:25 PM