مَلَكْـنا الكَوْنَ فَـتْـحـا عَـادِلِـيـنا حَـكَـمْـناه فـكُـنَّـا الأرْحَـمِـيـنا
ولَمْ نَـظْـلِـمْ وَ لَـمْ نَنْـقُضْ عُهُوداً وَ كانَ العَـهْـدُ للأحْــرَارِ دِيِــنـا
ومُـلْـكُ الأرْضِ طَـوْعاً قَدْ أتَـانـا قَـبَـضْـنَـاهُ فَأكْـرَمْـنا اليَـمِـيـنا
فَلَمْ تَـدْنَـسْ ولَـمْ تُـوصَمْ بِرَيْـبٍ وصـانَـتْ عِرْضَـها في الأشْـرَفِـيـنا
حَمَـيْنا العِرْضَ مِنْ رِجْـسٍ وَ لُـؤْمٍ رَدَعْـنَـا غَـدْرَ خَـوَّانٍ دَفِـيــنَـا
ومُـعْتَـصِمٌ تُـحَـرِّقُـهُ الـسَّـبَايا يَـدُكُّ حًـصُونَ مًـنْ يَـبْغِي الأُفُـونَا
فَـصَـارَتْ دَوْلَـةُ الإسْـلامِ رَمْـزاً بُـكُلِّ كَـرَامَـةٍ تَـحْـمِي العَـرَيِـنـا
تُـحَاكي الشُّهْـبَ فِي الأفْلاكِ عِـزاَ وَ تُرْغِـمُ فِي اِلـعِِـدَا أَنْـفـاَ حَـرُونَا
بِـصِـدْقِ وَفَـاءِنَا سُـدْنَـا الـبَرَايا وَ كَانَ الـبِـرُ شَـرْعـاً يَـحْـتَـوِيِنَا
وقَـلَّـبْـنَـا القُـلُـوب بِشُـؤْمِ قَوْمٍ وَ دَالَ المُـلْكُ إِذْ خُـنَّـا الـمَـكِـيـنا
فَـأُبْـدِلْـنَـا بِـسِـقْـطٍ عَنْ أُبَـاةٍ رُؤوســاَ أُسْـكِـرَتْ ذُلاً وَ هُـوُنـَـا
فَمَـالَـتْ بالـهـوى تـرْوِي مُـنَاها وَ بَـاعت فـي الـدُّنَى رُكْـناً رَكِـيِـنَا
يُـبَـعْـثِـرُ كُـلُّ شَـيْـطانٍ أَمَـاناً وَ حَـلَّ الـخَـوْفُ ُ دَارَ الأَمِـنِـيــنَـا
وَ لَـمْ تُـرْدَعْ حَـيَـاءً أوْ رِيَــاءً وَ لَـمْ تَـشْـفِ الغَلِـيلَ أَوِ الأنِـيـنَـا
فَـلَمْ تَـظْـفَـرْ بِـدُنْـياها اعْـتِلاءً وَ لَـمْ تَـرْبَـحْ بِأُخْـرَاهَا الـثَـمِيـنا
وِكَانَـتْ بَـيْنَ بَـيْنٍ حَـشْـوَ ظِـلٍ تُـرَاقِـصُ حَـبْـلَـهَـا فِـي المَارِقِـينا
فَـتَعْلُـو إنْ عَـلا حَـبْلٌ وَ تَهـْـوِي فَـتَـمْـقُـتُـها عُـيُـوُنُ الأَكْـرَمِـيـِنا
تُـدَشِّـنُ مَجْـدَها مَجْـداً بَـلِـيـداً وَ تَـحْـشُـدُ خَـيْـلَـهَا لِلأقْـرَبِـيـنا
فَـلا الأرْحَـامُ تَـمْـلَـؤُهَـا ولاءً وَ لا الأنْـسَـابُ تُـشْـعِرُها الحَنِـيـنا
وََ لا الأوْطَـانُ تُـغْـرِيـهَـا وَفَـاءً وَ قَـدْ وَسَـمَـتْ بِـخَاتَـمِها الـخَـؤونَا
بِـأيِّ مَـشِـئَـةٍ تَـعْـلُو الـدَّنَـايَا فَـتَـمْـلأُ أُفْـقَـنَـا بِـالأَخْـبَـثِـِيـنا
وَ تَـنْـحَـرُنا لَـدَى التَارِيخِ قُـبْحا فَـلَمْ نَـفْخَرْ وَ لَمْ نُـرْضِ الـبَـنِـيـنا
حَـرَائِـرُنَـا تُـداسُ بِـكُـلِّ فَـجٍ وَيُـغْـضِـي الـطَّرْفَ ذُلٌ يَـجْـتَـوينا
أَلَـمْ نَـعْـلَمْ عَـفِـيـفاتٍ أُسَـارَىَ أَلَـمْ نَـقْـرَاْ أَم انَّـا قَـدْ عَـمِـيِــنا
أَلَـمْ نَـسْـمَعْ بِـصَوْتٍ مُسْـتَغِيثٍ فَـصًوْ تُ الـقُـدْسِ قَـدْ أَشْجَىَ الأنِيـنا
أَلَـمْ نَـدْعُـو السَّـلام فَـبُحَّ صَوْتٌ وَلَـمْ نَـصْحَـبْ عَـلَى السِّـلْمِ المُـعينا
تُـضَـرَجُ أَرْضُنا بِـدِمَـاءِ طِـفـلٍ وَ نَـطْـلُـبُ حِـكْـمَـةً صَـبْراً و لِيـنا
كَـذَبْـنا فِـي اتِّـبَـاعٍ فِـي وَلاءٍ كَـذَبْـنَـا الـحُـبَّ لَـمْ نَـعْرِفْهُ دِيـنـا
أيَـا مَـجْـدٌ فَـلا تَعْـتِبْ عَـلَـينا فـإنَّـا قَـد خَـذَلْـنَـا الأوَّلِــيـنَـا
ألَمْ تَـعْـلَـمْ بـأَنَّـا قَـدْ هَـزَزْنـا سُـيُـوفَ الـعُـرْب رَقْـصَ الأسْخَـفِينا
فَـلَـمْ تُـخْـشَ السُّيُوفُ ولـمْ تُهَدِّدْ عَـدُواً عَـاث فِـي الأقْـصَى لَـعِـيـنا
ألَـمْ تَـعْـلَمْ بِأَنَّـا قَـدْ سَـجَـدْنَـا لِـغَـيْـرِ اللهِ رَبِّ الـعَـالَـمِـيــنَـا
إذَا نَادَى الـمُـنَـادِي أَنْ هَـلُمُّـوا إلى المَـجْدِ الـمُـؤَثَّـلِ مُـصْبِحِيـنَـا
تُـسَـابِقُنا مِنَ اللـيـلِ الـمَخَـازِي بِحَـمْـئَةِ غَـيِّـنا نَـصْـلَى الجُـنُونَا
فَـنُصْـبِحُ فِـي دِنَـانٍ غَـاوِيَـاتٍ تُـكَـبِّـلُ قَـلْبَـنَـا فِي الأَسْـفَـلِيـنَا
نَرَى الأحْـدَاثَ تُـلْهِـبُـنَا صُدُوعا وَ نَـطْـلُبُ هَـدْأَةَ الـوَاعِـي الرَّزِيـنَا
ونَـبْـسُـمُ بَسْـمَـةً بَلْـهَاءَ ضََلَّتْ خُـطَـى الأنْـوَارِ دَرْبَ المُخْـلِصِيـنَـا
تُـلَـعْـثِـمُـنَـا الخُطُوبُ إِذَا نَطَقْنا وَ تَـرْكُـلُـنَا المَـعَالـي تَـزْدَرِيـنــا
مَـتَى نَـعْـلُوُ جَـنَاحَ المَجْدِ فَـخْراً مَـتَى نَـزْهُـوُ بِـثَـوْبِ الـقـادِرِيِنَـا
مَـتَى نَـدْعُـوُ سَحَابَ الخَـيْرعِـزاً بِـشَـرْقٍ أَوْ بِـغَـرْبٍ أَنْـتَ فِـيِــنَـا
وَ تَـرْجُـو الأُمُّ فِـي بِـشْـرٍ فَطِيما ( تَـخِـرُّ لَـهُ الـجَـبَـابِـرُ سَـاجِدِينا)
سَـرَاةَ العُـرْبِ يا أَمَـلاً يُـرَجَّـىَ لِـدِيـنِ نَـبِـيِّـنَـا كُـونُـوا المُعِـينَا
سَـرَاةَ العُـرْبِ دُنْـيـاكُمْ فَـوَاتٌ ويَـبْـقَى الـذِّكْـرُ إنْ مِـتْنَا القُـرَيِـنَا
فَـأحْـيُوا ذِكْـرَكَمْ بِجَمِيلِ فِـعْـلٍ فَـجَـنَّـةُ رَبِّـنا تَـدْعُـو الـقَـمِـينا
سَـرَاةَ العُـرْبِ يا جُـرْحِي المُعَنَّى بِـعِـزِّكُـمُ تُـعِـزُّونَ الـمِـئـيــنا
إلَــهِي فَـاسْقِـنا مِـنْ فَيْضِ خَيْرٍ وأَكْـرِمْ أُمَّـتِـي دُنْـيَـا وَ دِيِـنَــا



رد مع اقتباس