غَدٌ مثقلٌ بالصّفاء







أُنَظِّفُ نَظَّارَتِي
مِنْ غُيُومِ المَسَاءِ الحَزِينَةِ
أَوْ بَعْضِ مَا يَتَرَسَّبُ فِي بُؤْبُؤِ القَلْبِ
مِنْ أَلَمٍ عَابِرٍ
ثُمَّ أَلْبَسُهَا مِنْ جَدِيدٍ
أَرَى مِنْ جَدِيدٍ
غُيُومَ المَسَاءِ الحَزِينَةِ
رَابِضَةً فِي امْتِدَادِ النَّهَارِ..
عَلَى وَاجِهَاتِ الجَرَائِدِ
عِنْدَ الْتِقَاءِ الشَّوَارِعِ
فِي قَهْقَهَاتِ الرَّصِيفِ..
فَأَنْزَعُ نَظَّارَتِي
ثُمَّ أَفْرِكُ عَيْنَيَّ
لَكِنَّ ثِمَّةَ غَيْمًا كَثِيفًا يُرَابِطُ فِي أَفُقِ الجُرْحِ
...
عِنْدَ انْتِصَافِ المَسَافَةِ
بَيْنَ الذِي كُنْتُهُ يَوْمَ أَمِسٍ
وَ مَا سَتَقُولُ غُيُومُ المَسَاءِ الحزِينَةِ
فِي مَوْعِدٍ أَتَرَقَّبُهُ
مُنْذُ أَنْ كُنْتُ طِفْلاً
فَأَلْبِسُ نَظَّارَتِي
وَ أَقُولُ لِقَلْبِيَ:
لاَبُدَّ لِي مِنْ شِرَاءِ مِظَلِّيَّةٍ
مِنْ رَذَاذِ البَهَاءِ الجَمِيلِ..
لأَقْطَعَ أنْهَارَ مَا سَوْفَ يَحْتَاجُهُ
مِنْ غُيُومٍ
غَدٌ مُثْقَلٌ بِالصَّفَاءْ